زيارتان لميدان التحرير الفارق بينهما لم يزد عن بضع ساعات "وائل غنيم" و"تامر حسني"، وائل استقبل كبطل.. "تامر" استقبل كخائن، وأخذ يبكي بعد أن أسقطوه من على المنصة، واعتبروه عميلا للحكومة ضد الشباب، ومطالبهم المشروعة.
من المهم أن نقرأ بقدر من الهدوء كيف تم توريط "تامر" في الدفاع عن الدولة والنظام والرئيس "حسني مبارك"، "تامر" يعتبرها ورطة، أنا أراها صفقة تتم عادة بين الفنانين والدولة.
هي بالمناسبة ليست الأولى، لكن دائما ما تلجأ الدولة للفنان صاحب الجماهيرية للترويج لأفكارها، وينتظر -في العادة- الفنان المقابل من خلال الرعاية والحماية التي يوفرها له النظام، نعم قالوا لتامر أن هناك متظاهرين في ميدان التحرير يطالبون بإسقاط "مبارك"، وعليه أن يهاجمهم باعتباره صوتا للنظام.
الدولة تعلم بالطبع أن "تامر" أحد الأسماء اللامعة، التي لها مصداقية لدى الشباب، فهو و"عمرو دياب" يتنازعان هذا اللقب، ولهذا فإن أغلب الحفلات الرسمية حتى تلك التي كان يحضرها "مبارك"، كان دائما هناك مشاركة من "تامر" أو "عمرو" بالغناء، ودائما مثل هذه الحفلات لا تتم توجيه الدعوة إلى الفنان إلا بعد أخذ موافقة الرئيس.
صار في السنوات الأخيرة اسمي "عمرو" و"تامر" هما الأقرب إلى الناس، ولهذا صارا هما الأقرب أيضا لتلك الحفلات الرسمية.
"تامر" بالطبع عندما تمت دعوته توقع أن ما يحدث في الميدان هو مجرد زوبعة محدودة ستنتهي خلال ساعات، وليست أياما، ولهذا انضم إلى الرأي الرسمي، ولكنه بعد ذلك تأكد أن الغلبة في يد هؤلاء الشباب، وبدأ على الإنترنت يقرأ تحذيرا من الشباب بمقاطعة أفلامه وأغانيه؛ لأنه أهان الشباب واعتبرهم عملاء.
نعم الإعلام الرسمي في البداية هو الذي روج لهذه الاتهامات، إلا أن الاستعانة بتامر جاءت لتؤكد تلك الاتهامات، ثم صدرت تعليمات إلى الإعلام الرسمي بتغيير أسلوب اللعب، بعد أن اكتشف أن المائدة قد انقلبت عليه، وبدأ الخطاب الإعلامي الرسمي يتحدث عن ثورة وعن شباب لديهم مطالب مشروعة في الحرية والعدالة الاجتماعية.
انتقلت كاميرات التلفزيون الرسمي إلى ميدان التحرير، بل صار الاختبار الذي عن طريقه يتم قياس الصواب والخطأ هو مدى اقتناع شباب الميدان بما يرونه الكل، بات يذهب للميدان المشير "طنطاوي" الفريق "شفيق"، "عمرو موسى"، "أسامة الباز"، الفنانون أصبحوا يراهنون على الميدان كان "أحمد حلمي" مترددا، بينما زوجته "منى زكي" اختارت من البداية أن تؤازر شباب الميدان، وبعد ذلك حسم "حلمي" تردده، وانضم للميدان وسامحه الشباب.
حسبة المصالح
لا أستطيع -بالطبع- أن أدخل في النوايا، ولكن دائما الفنان لديه حسبة وهى مصالحه، ودائما للدولة أيضا مصالحها، فهي تسعى للفنان الأكثر جماهيرية ومصداقية لدى قطاع عريض من الناس، فهي لا تصنع الفنان، ولكنها تستثمر نجاحه لصالحها.
مثلا في بداية عهد مبارك كان المطرب الرسمي للنظام هو "محمد ثروت" كل الحفلات الغنائية الرسمية كان يُدعى لها "ثروت"، ثم اكتشفت الدولة أن "ثروت" ليس لديه جماهيرية في الشارع، فاتجهت إلى "عمرو دياب" و"تامر حسني" و"شيرين"؛ لأن هؤلاء هم الأكثر جماهيرية.
في مرحلة كان الملحن "عمار الشريعي" هو الملحن الرسمي الأول، وأغلب الأغنيات التي تتغنى باسم الرئيس "حسنى مبارك" سوف تكتشف أن ملحنها هو "عمار"، على مدى ما يقرب من 14 عاما كان "عمار" هو المتعهد الرسمي لأغاني النظام، ثم بدأت الدائرة تتسع في السنوات الأخيرة، واتجهوا إلى أجيال أصغر طمعا في الوصول إلى قاعدة جماهيرية وسنية أخرى، ولهذا كان "عمار" هو صاحب الصوت الأعلى في تأييد هذه الثورة، قبل أن يراجع أحد أغنياته القديمة، ويكتشف أنه الملحن الرسمي الأول في عهد "مبارك".
ولا شك أن "تامر" لا يملك رؤية تؤهله للاختيار الصحيح، لكنه مثل أغلب الفنانين يراهن على من يكسب، اعتقد في البداية أن النظام سوف يكسب، فصفق له، وعندما وجد أن شباب التحرير لديهم الأغلبية انحاز لهم، ولهذا لفظوه؛ لأنه لم يراع فروق التوقيت.
بينما جاء "وائل غنيم" من المعتقل إلى المتظاهرين، فحملوه على الأعناق، وعلى الرغم من ذلك، فلقد طلب "وائل" من المتظاهرين ألا يرفضوا "تامر"، واعتبر أن اعتذاره واعترافه بخطئه يكفى، ما لا يدركه أغلب النجوم أن الناس لا تنسى.
من المهم أن نقرأ بقدر من الهدوء كيف تم توريط "تامر" في الدفاع عن الدولة والنظام والرئيس "حسني مبارك"، "تامر" يعتبرها ورطة، أنا أراها صفقة تتم عادة بين الفنانين والدولة.
هي بالمناسبة ليست الأولى، لكن دائما ما تلجأ الدولة للفنان صاحب الجماهيرية للترويج لأفكارها، وينتظر -في العادة- الفنان المقابل من خلال الرعاية والحماية التي يوفرها له النظام، نعم قالوا لتامر أن هناك متظاهرين في ميدان التحرير يطالبون بإسقاط "مبارك"، وعليه أن يهاجمهم باعتباره صوتا للنظام.
الدولة تعلم بالطبع أن "تامر" أحد الأسماء اللامعة، التي لها مصداقية لدى الشباب، فهو و"عمرو دياب" يتنازعان هذا اللقب، ولهذا فإن أغلب الحفلات الرسمية حتى تلك التي كان يحضرها "مبارك"، كان دائما هناك مشاركة من "تامر" أو "عمرو" بالغناء، ودائما مثل هذه الحفلات لا تتم توجيه الدعوة إلى الفنان إلا بعد أخذ موافقة الرئيس.
صار في السنوات الأخيرة اسمي "عمرو" و"تامر" هما الأقرب إلى الناس، ولهذا صارا هما الأقرب أيضا لتلك الحفلات الرسمية.
"تامر" بالطبع عندما تمت دعوته توقع أن ما يحدث في الميدان هو مجرد زوبعة محدودة ستنتهي خلال ساعات، وليست أياما، ولهذا انضم إلى الرأي الرسمي، ولكنه بعد ذلك تأكد أن الغلبة في يد هؤلاء الشباب، وبدأ على الإنترنت يقرأ تحذيرا من الشباب بمقاطعة أفلامه وأغانيه؛ لأنه أهان الشباب واعتبرهم عملاء.
نعم الإعلام الرسمي في البداية هو الذي روج لهذه الاتهامات، إلا أن الاستعانة بتامر جاءت لتؤكد تلك الاتهامات، ثم صدرت تعليمات إلى الإعلام الرسمي بتغيير أسلوب اللعب، بعد أن اكتشف أن المائدة قد انقلبت عليه، وبدأ الخطاب الإعلامي الرسمي يتحدث عن ثورة وعن شباب لديهم مطالب مشروعة في الحرية والعدالة الاجتماعية.
انتقلت كاميرات التلفزيون الرسمي إلى ميدان التحرير، بل صار الاختبار الذي عن طريقه يتم قياس الصواب والخطأ هو مدى اقتناع شباب الميدان بما يرونه الكل، بات يذهب للميدان المشير "طنطاوي" الفريق "شفيق"، "عمرو موسى"، "أسامة الباز"، الفنانون أصبحوا يراهنون على الميدان كان "أحمد حلمي" مترددا، بينما زوجته "منى زكي" اختارت من البداية أن تؤازر شباب الميدان، وبعد ذلك حسم "حلمي" تردده، وانضم للميدان وسامحه الشباب.
حسبة المصالح
لا أستطيع -بالطبع- أن أدخل في النوايا، ولكن دائما الفنان لديه حسبة وهى مصالحه، ودائما للدولة أيضا مصالحها، فهي تسعى للفنان الأكثر جماهيرية ومصداقية لدى قطاع عريض من الناس، فهي لا تصنع الفنان، ولكنها تستثمر نجاحه لصالحها.
مثلا في بداية عهد مبارك كان المطرب الرسمي للنظام هو "محمد ثروت" كل الحفلات الغنائية الرسمية كان يُدعى لها "ثروت"، ثم اكتشفت الدولة أن "ثروت" ليس لديه جماهيرية في الشارع، فاتجهت إلى "عمرو دياب" و"تامر حسني" و"شيرين"؛ لأن هؤلاء هم الأكثر جماهيرية.
في مرحلة كان الملحن "عمار الشريعي" هو الملحن الرسمي الأول، وأغلب الأغنيات التي تتغنى باسم الرئيس "حسنى مبارك" سوف تكتشف أن ملحنها هو "عمار"، على مدى ما يقرب من 14 عاما كان "عمار" هو المتعهد الرسمي لأغاني النظام، ثم بدأت الدائرة تتسع في السنوات الأخيرة، واتجهوا إلى أجيال أصغر طمعا في الوصول إلى قاعدة جماهيرية وسنية أخرى، ولهذا كان "عمار" هو صاحب الصوت الأعلى في تأييد هذه الثورة، قبل أن يراجع أحد أغنياته القديمة، ويكتشف أنه الملحن الرسمي الأول في عهد "مبارك".
ولا شك أن "تامر" لا يملك رؤية تؤهله للاختيار الصحيح، لكنه مثل أغلب الفنانين يراهن على من يكسب، اعتقد في البداية أن النظام سوف يكسب، فصفق له، وعندما وجد أن شباب التحرير لديهم الأغلبية انحاز لهم، ولهذا لفظوه؛ لأنه لم يراع فروق التوقيت.
بينما جاء "وائل غنيم" من المعتقل إلى المتظاهرين، فحملوه على الأعناق، وعلى الرغم من ذلك، فلقد طلب "وائل" من المتظاهرين ألا يرفضوا "تامر"، واعتبر أن اعتذاره واعترافه بخطئه يكفى، ما لا يدركه أغلب النجوم أن الناس لا تنسى.