أن تصنع فيلما للإمتاع والبهجة فقط فهذا أمر يحسب لك، بل ويعد ضمن أهم أهداف السينما التي صنعت في الأساس من أجلها، فليس من الضروري أن يقدم كل فيلم رسالة ما أو يناقش قضية ما، فقط إن استطاع رسم البسمة على وجه وقلب المشاهد فقد أدى رسالة أعمق.
هذا بالضبط ما فعله صناع فيلم ابن القنصل من خلال قصة شيقة جدا وممتعة تدور أحداثها في عالم النصب في مدينة الاسكندرية وأحداث غير متوقعة تثير دهشة الجمهور وتفجر الضحكات فى أرجاء قاعات العرض.
حيث يقدم خالد صالح بمساعدة مكياج متميز دورا جديدا للغاية عليه لمزور عجوز يقضي بين جدران السجن أكثر من 30 عاماً ويعود للعالم الخارجي ليتقي بإبنه الذي لا يعرفه المتطرف ذو اللحية أحمد السقا، ويحاول هذا الابن اثبات بنوته للاب الذي يشك فيه لأن علاقاته العابرة لم تكن تحتمل أي أبناء ولكنه يلجأ له في النهاية ليتمكن من المبيت وحتى لا يبيت على الرصيف، وتتفجر هنا الضحات في المفارقات بين الأب المزور النصاب المتشوق للجنس والنساء وولده المصلي المتدين المنضم لاحدى الجماعات الإرهابية.
وبانضمام غادة عادل التي تقوم بدور عاهرة لاحداث الفيلم يزيد الإيقاع الممتع للفيلم مع أداء متميز جدا لابطاله الثلاثة، وحتى عندما يقنع القنصل (خالد صالح) ولده الشيخ عصام (أحمد السقا) بترك الجماعة والعمل معه في التزوير بدا ذلك منطقيا جدا بعد الوصول لنهاية أحداث الفيلم وإكتشاف مفاجأته الكبرى.
المخرج عمرو عرفة أعتني جيداً بأدواته فقدم صورة غنية جدا بالتفاصيل، وأحمل له تحية خاصة عن إختيار أماكن التصوير المدهشة في الأسكندرية، ليضع طعم وروح المدينة العريقة في الفيلم - وخاصة تلك المقابر التي تقع على شاطىء البحر مباشرة - وكذلك حافظ عمرو على إيقاع فيلمه السريع جدا والمليء بالمفاجآت مع الحفاظ على كل التفاصيل وتبريرها دون اصطناع من خلال أحداث أخرى.
أيمن بهجت قمر الشاعر الكبير رغم تشابه أحداث الفيلم قليلا - خاصة في بدايته - مع أحداث الفيلم الأميركي Matchstick Men للنجم نيكولاس كيدج، إلا أنه يختلف كثيرا بعد ذلك، ليضع قدماَ أخرى في عالم السيناريو ويثبت تفوقه بعد فيلم أسف على الازعاج من خلال سيناريو ممتع ومشوق جدا وغني بالتفاصيل والكوميديا.
أحمد السقا يعطي درساً للكثير من النجوم من خلال عدم إستئثاره بالكاميرا ومساحة دوره، بل ويحرص طيلة مشواره الفني على مشاركة العديد من النجوم بدء من خالد صالح مرورا بعمرو واكد حتى خالد النبوي، ولكنه يقدم خالد صالح هذه المرة في دور يفوق دوره حجماً ومساحة، دون أن يخشى على نجوميته، كذلك نجح في انتزاع الضحكات وأداء الدور بهدوء ودون انفعال مبالغ فيه ليقدم أحد أفضل أدواره.
خالد صالح يتألق يوما بعد يوم ولكنه هذه المرة يقدم كوميديا الموقف بحرفية عالية، فلم يقدم أداء زائداً على الحد بل انتزع الضحكات كأفضل ممثلي الكوميديا بتلقائية يحسد عليها.
غادة عادل قدمت دور العاهرة دون ابتذال أو إسفاف ولم تضطر إلى كشف أي شيء لتداعب الجمهور الذي يبحث عن هذا، لتقدم احد أفضل أدوارها الكوميدية على الإطلاق .
محسن احمد مدير التصوير وكذلك المونتاج أضافا إلى الفيلم وصورته وإيقاعه، وكذلك كل الابطال الذين شاركوا بأدوار شرفية مثل خالد سرحان ومجدي كامل وضياء المرغني.
تقييمي للفيلم 8.5/10
ملحوظة : حرصت طيلة المقال على عدم كشف أي تفاصيل عن الفيلم حرصاً على الدهشة ومتعة المفاجأة لمن لم يشاهد الفيلم
كلمة أخيرة : فيلم ابن القنصل .... أن تنجح في خلق الدهشة التي تلونها إبتسامة على وجه المتفرج فقد صنعت عملاً رائعاً
هذا بالضبط ما فعله صناع فيلم ابن القنصل من خلال قصة شيقة جدا وممتعة تدور أحداثها في عالم النصب في مدينة الاسكندرية وأحداث غير متوقعة تثير دهشة الجمهور وتفجر الضحكات فى أرجاء قاعات العرض.
حيث يقدم خالد صالح بمساعدة مكياج متميز دورا جديدا للغاية عليه لمزور عجوز يقضي بين جدران السجن أكثر من 30 عاماً ويعود للعالم الخارجي ليتقي بإبنه الذي لا يعرفه المتطرف ذو اللحية أحمد السقا، ويحاول هذا الابن اثبات بنوته للاب الذي يشك فيه لأن علاقاته العابرة لم تكن تحتمل أي أبناء ولكنه يلجأ له في النهاية ليتمكن من المبيت وحتى لا يبيت على الرصيف، وتتفجر هنا الضحات في المفارقات بين الأب المزور النصاب المتشوق للجنس والنساء وولده المصلي المتدين المنضم لاحدى الجماعات الإرهابية.
وبانضمام غادة عادل التي تقوم بدور عاهرة لاحداث الفيلم يزيد الإيقاع الممتع للفيلم مع أداء متميز جدا لابطاله الثلاثة، وحتى عندما يقنع القنصل (خالد صالح) ولده الشيخ عصام (أحمد السقا) بترك الجماعة والعمل معه في التزوير بدا ذلك منطقيا جدا بعد الوصول لنهاية أحداث الفيلم وإكتشاف مفاجأته الكبرى.
المخرج عمرو عرفة أعتني جيداً بأدواته فقدم صورة غنية جدا بالتفاصيل، وأحمل له تحية خاصة عن إختيار أماكن التصوير المدهشة في الأسكندرية، ليضع طعم وروح المدينة العريقة في الفيلم - وخاصة تلك المقابر التي تقع على شاطىء البحر مباشرة - وكذلك حافظ عمرو على إيقاع فيلمه السريع جدا والمليء بالمفاجآت مع الحفاظ على كل التفاصيل وتبريرها دون اصطناع من خلال أحداث أخرى.
أيمن بهجت قمر الشاعر الكبير رغم تشابه أحداث الفيلم قليلا - خاصة في بدايته - مع أحداث الفيلم الأميركي Matchstick Men للنجم نيكولاس كيدج، إلا أنه يختلف كثيرا بعد ذلك، ليضع قدماَ أخرى في عالم السيناريو ويثبت تفوقه بعد فيلم أسف على الازعاج من خلال سيناريو ممتع ومشوق جدا وغني بالتفاصيل والكوميديا.
أحمد السقا يعطي درساً للكثير من النجوم من خلال عدم إستئثاره بالكاميرا ومساحة دوره، بل ويحرص طيلة مشواره الفني على مشاركة العديد من النجوم بدء من خالد صالح مرورا بعمرو واكد حتى خالد النبوي، ولكنه يقدم خالد صالح هذه المرة في دور يفوق دوره حجماً ومساحة، دون أن يخشى على نجوميته، كذلك نجح في انتزاع الضحكات وأداء الدور بهدوء ودون انفعال مبالغ فيه ليقدم أحد أفضل أدواره.
خالد صالح يتألق يوما بعد يوم ولكنه هذه المرة يقدم كوميديا الموقف بحرفية عالية، فلم يقدم أداء زائداً على الحد بل انتزع الضحكات كأفضل ممثلي الكوميديا بتلقائية يحسد عليها.
غادة عادل قدمت دور العاهرة دون ابتذال أو إسفاف ولم تضطر إلى كشف أي شيء لتداعب الجمهور الذي يبحث عن هذا، لتقدم احد أفضل أدوارها الكوميدية على الإطلاق .
محسن احمد مدير التصوير وكذلك المونتاج أضافا إلى الفيلم وصورته وإيقاعه، وكذلك كل الابطال الذين شاركوا بأدوار شرفية مثل خالد سرحان ومجدي كامل وضياء المرغني.
تقييمي للفيلم 8.5/10
ملحوظة : حرصت طيلة المقال على عدم كشف أي تفاصيل عن الفيلم حرصاً على الدهشة ومتعة المفاجأة لمن لم يشاهد الفيلم
كلمة أخيرة : فيلم ابن القنصل .... أن تنجح في خلق الدهشة التي تلونها إبتسامة على وجه المتفرج فقد صنعت عملاً رائعاً