نفس الحيرة التي وقع فيها "بلبل" (أحمد حلمي) في الاختيار بين "ياسمين" (زينة) و"هالة" (شيري) اللتين وجد فيهما -هما الاثنتان- فتاة أحلامه، وصارت كل منهما نصفا ضروريا لا انفصال عنه في الـ"سوبر وومان" التي يبحث عنها.
هي نفسها الحيرة التي وقعت وستظلّ تقع فيها أجيال كاملة من الذكور والإناث توزّعت مواصفات شريك حياتهم في أكثر من شخص، يشاء القدر أن يظهروا في حياتهم في توقيت متقارب، حتى يختاروا مِن بينهم فقط شخصاً واحداً يُكملوا معه مشوار عمرهم.
هكذا يُجيد الحب لعبته الأزلية في "لخبطة" البشر، عندما نحلم بفتاة "مطرقعة"، خفيفة الظل، فنانة، ولها مهارات خاصة تُبهر أي رجل، وما أن نعثر عليها حتى يُعلن القلب ضجره وضيقه من كل السمات التي كان يعتقد أنها مميزات، فإذا بمرآة الحب العمياء تنكسر ليتضح للقلب "المتقلّب" أنها عيوب.
ونبحث عن الفتاة البريئة، الرقيقة، الهادئة، التي تُشعِرنا بقوّتنا ورجولتنا حين تهمس لنا بحس مرهف أنها في حاجة لمساعدتنا ووقوفنا إلى جوارها، قبل أن نعود مجددا لنشكو من عدم اعتمادها على نفسها، وعدم امتلاك القدرة على التصرّف والاختيار، لذا نراها -بعد أن كنّا معجبين برقتها وضعفها- عبئاً ثقيلاً نتمنّى أن نتخلّص منه.
فكرة رائعة حقاً، وجديرة بالنقاش في فيلم سينمائي، خاصة إذا كانت تنطبق بالمثل على المرأة التي تبحث عن الرجل العملي، الناجح في عمله، ثم تعود لتضيق مِن جفاء مشاعره، ولغة الحسابات التي لا يُجيد سواها، لتبحث عن الرجل الرومانسي، الحالم، صاحب الحس المرهف، قبل أن تضيق أيضا من عالمه الحالم الذي يعيش فيه، لكن هل يعني ذلك أن قوة الفكرة، وعدم استهلاكها في السينما المصرية، جدير بصنع فيلم متكامل، خالٍ من الأخطاء والعيوب الدرامية؟
بعد مشاهدة الفيلم، وجدتني أُدوِّن عدة ملاحظات عنه كعمل سينمائي مهمتي الكتابة عنه في المقام الأول، وكبطولة جديدة لنجم مفضَّل اسمه أحمد حلمي اتهمني الكثيرون أنني أُبالِغ في مدحه والإشادة به في فيلمه السابق "عسل إسود"، رغم أنهم -في الوقت نفسه- لا يُطيقون نقده أو الإشارة لأي عيب في أعماله، مثلما حدث في فيلمه الأسبق "ألف مبروك"، وهو تناقض أُقدّره وأحترمه، تماماً نفس تقديري واحترامي لفكرة الفيلم التي تشير إلى جنون المحبين، وتقلّب أمزجتهم، وعدم وقوفهم على رغبة واضحة، واختيار محدد...
1- يأخذ الفيلم الطابع الغربي -كلمة الطابع تعني الشكل ولا أقصد بها الاقتباس- في التناول والمعالجة خاصة في النصف الثاني؛ إذ لا توجد فتاة مصرية تعلم أن حبيبها يخونها، ويُحبّ فتاة أخرى، ثم تمتص غضبها، وتتعامل مع الموقف بهدوء لتُقرّر أن تكيد له في صمت؛ حيث إن رد الفعل لأي فتاة مصرية معروف من الغفيرة وحتى الوزيرة.
2- يحذو حلمي في أفلامه حذو الأفلام الغربية خاصة في شياكة الصورة، وروعة الديكور، وجمال الجرافيك، ودقة الـ"ستايل"، وأرى ذلك عامل جذب وذكاء، لكن السير على النهج الغربي لا ينبغي أن يكون في الفكرة، خاصة إذا ما كانت تتحدَّث عن العلاقة بين الشاب والفتاة في مصر، والتي تختلف إلى حد كبير عنها في الغرب.
ويجب أن نراعي عقليات المشاهد "المصري" وطبيعة الجمهور "العربي" الموجّه له الفيلم.. أسمع أحدهم يقول إن السينما الأمريكية تُوجَّه لكل الشعوب وتُحقّق نجاحات كبيرة، وهذا صحيح، لكن لا تنسى أننا نتعامل مع الفيلم الأمريكي باعتباره مجرد فيلم أمريكي نحبّه ونحترمه كعمل فني مبهر، لكن لا نأخذ كل أفكاره وأطروحاته كأفكار تناسب مجتمعنا، وما دام "بلبل حيران" عمل مصري غير موجَّه للغرب أو كل دول العالم، فعلينا تقدير كلمة "مصري" ووضعه في الحسبان.
3- تيمة فقدان الذاكرة -سواء بشكل كامل أو مؤقت- قد قُتلت بحثاً، وما أن نراها في أي فيلم حتى نصرخ بسخرية واستهجان ونقول: "كده بقى فيلم عربي"، ولا أرى استغلال هذه التيمة موفّقاً على الإطلاق رغم أن نصف الفيلم الثاني مبني عليها، وهو ما جعل البعض في دار العرض -وأنا منهم- يرى أن نصف الفيلم الأوّل أقوى بكثير.
وكان من الأجدر على "حلمي" أن يستمر في نفس الخط؛ خاصة أن فكرة المقارنة بين تفكير الرجل والمرأة في طريقة اختيار شريك الحياة فكرة جديدة وقويّة، وتستحق أن تكتمل حتى نهايتها بشكل بسيط، وتلقائي، مثلما كانت الأحداث تدور في النصف الأوّل دون إقحام أي أحداث مفتعلة، وغير منطقية، أو الاستناد على تيمات قديمة، وإذا كان الهدف منها ضروريا حتى يقع البطل من جديد في حب خطيبته الأولى، فكان من الممكن أن يتم ذلك بمصادفة تجمعهما ويتفقا بعدها أن يُصبحا صديقين ليعيد اكتشافها من جديد في ظل وجود خطيبته الثانية.
4- ما أعرفه عن "حلمي" أنه ذكي ولا يُعيد تقديم أي شكل سبق وقدَّمه في أي عمل سابق، لكنه يعود في هذا الفيلم لشكل قديم استخدمه من قبل في فيلم "ألف مبروك"، خاصة في تكرار الأحداث التي حدثت في النصف الأول من الفيلم بالنصف الثاني، مع بعض التعديلات البسيطة في ظل حيرة البطل ودهشته من هذا التكرار.
5- صرّح "حلمي" مؤخراً أنه سيبتعد مؤقتاً عن الفانتازيا في أفلامه المقبلة، على الأقل في حدود عملين أو ثلاثة، حتى يُقدّم أفلاما تخدم قضايا المجتمع خاصة الشباب، لكني لم ألاحظ ذلك في "بلبل حيران" الذي ينتمي نوعاً ما إلى الفانتازيا الرومانسية، خصوصاً مع إقحام تفاصيل غير منطقية في النصف الثاني من الفيلم.
6- بات "حلمي" أكثر جرأة في إفيهاته الجنسية التي أرى أنها زادت في هذا الفيلم، بجرعة تفوق أفلامه السابقة كلها، والتي كانت شبه خالية من أي إفيه جنسي عدا "صايع بحر"، وهي مخاطرة منه خاصة جمهور عَشِقَ أغلبه في "حلمي" احترامه، ونجاح أفلامه السابقة دون أي مشهد عارٍ أو إفيه جنسي.
لهذا السبب صارت العائلات تدخل الفيلم وهي مغمضة العينين، لكني في الوقت نفسه لا أُنكر أنها إفيهات مضحكة للغاية، وذكية جداً، ولا أدري إذا كان نجاح "حلمي" واسمه الذي صنعه بذكاء وحُسن تقدير سيعطيه الحصانة التي تحميه من غضب الجماهير أم لا.
7- إذا كان الهدف من الفيلم هو الضحك والتسلية، فدعوني أُؤكِّد لكم أن الهدف قد تحقّق تماماً، بينما فكرة الفيلم القوية تعرّضت للاغتيال الدرامي، مما أضرّ كثيراً بالرسالة المُقدَّمة.
8- صارت شيري أكثر قبولاً، وجمالاً، ونضوجاً بشكل يُؤهلها لتصبح إحدى نجمات الصف الأول بشكل أكبر وأقوى في الفترة المقبلة، وصارت إيمي سمير غانم أكثر نضجاً وموهبة بشكل ينمّ عن مولد كوميديانة قويّة، بينما صارت زينة أكثر مرحاً وخفّة بشكل يُؤهلها ليتجاوز الجمهور عن سلبياتها، وعن الحاجز الفاصل بينها وبين معظمه؛ حسب ما قرأت من التعليقات التي تهاجمها على أي خبر ينشر عنها في شبكة الإنترنت.
9- تسريب قصة الفيلم ومعرفة الجمهور المسبقة بالأحداث كان عيبا خطيرا، أفقد عددا من الجمهور عامل المفاجأة، ولا شك أن الصحافة تنشر دوماً نبذات عن أي عمل فني خلال تصويره، لكن لا ينبغي أن تقع تحت يديها كل التفاصيل حتى لا تضر بمصلحة العمل، لذا تقع المسئولية على فريق الفيلم في تحمّل هذه المشكلة؛ إذ إن مِن حق أي صحفي يعرف أي معلومات أن ينشرها.
10- هناك أفلام ضعيفة، لكن قوة نهايتها تجعل الجمهور ينسى ذلك الضعف الذي عاناه على مدار الأحداث، ليخرج في النهاية سعيداً بالفيلم، وهناك أفلام تكون قوية جداً في بدايتها ثم تبدأ القوة تخفت تدريجياً، حتى تكون النهاية هي أضعف ما فيها، فيخرج الجمهور حزيناً غاضباً؛ لأنه يتذكّر النهاية أكثر من باقي الأحداث، وأترك للجمهور الحكم بنفسه إلى أي نوع ينتمي "بلبل حيران" حتى لا يتهمني أحد بالمصادرة على رأيه.
كلمة أخيرة:
أحمد حلمي الذي أبهرني في "آسف على الإزعاج" لم يُقدِّم لي ما يُشبعني في "ألف مبروك"، ثم عاد ليبهرني ويُعوّض ما فاته في "عسل إسود" قبل أن يعود إلى حالة عدم الإشباع في "بلبل حيران".. فلماذا لا تحافظ على إبهارك وقوّتك يا "حلمي" وكأنك تمشي على سطر وتترك الآخر؟!
هي نفسها الحيرة التي وقعت وستظلّ تقع فيها أجيال كاملة من الذكور والإناث توزّعت مواصفات شريك حياتهم في أكثر من شخص، يشاء القدر أن يظهروا في حياتهم في توقيت متقارب، حتى يختاروا مِن بينهم فقط شخصاً واحداً يُكملوا معه مشوار عمرهم.
هكذا يُجيد الحب لعبته الأزلية في "لخبطة" البشر، عندما نحلم بفتاة "مطرقعة"، خفيفة الظل، فنانة، ولها مهارات خاصة تُبهر أي رجل، وما أن نعثر عليها حتى يُعلن القلب ضجره وضيقه من كل السمات التي كان يعتقد أنها مميزات، فإذا بمرآة الحب العمياء تنكسر ليتضح للقلب "المتقلّب" أنها عيوب.
ونبحث عن الفتاة البريئة، الرقيقة، الهادئة، التي تُشعِرنا بقوّتنا ورجولتنا حين تهمس لنا بحس مرهف أنها في حاجة لمساعدتنا ووقوفنا إلى جوارها، قبل أن نعود مجددا لنشكو من عدم اعتمادها على نفسها، وعدم امتلاك القدرة على التصرّف والاختيار، لذا نراها -بعد أن كنّا معجبين برقتها وضعفها- عبئاً ثقيلاً نتمنّى أن نتخلّص منه.
فكرة رائعة حقاً، وجديرة بالنقاش في فيلم سينمائي، خاصة إذا كانت تنطبق بالمثل على المرأة التي تبحث عن الرجل العملي، الناجح في عمله، ثم تعود لتضيق مِن جفاء مشاعره، ولغة الحسابات التي لا يُجيد سواها، لتبحث عن الرجل الرومانسي، الحالم، صاحب الحس المرهف، قبل أن تضيق أيضا من عالمه الحالم الذي يعيش فيه، لكن هل يعني ذلك أن قوة الفكرة، وعدم استهلاكها في السينما المصرية، جدير بصنع فيلم متكامل، خالٍ من الأخطاء والعيوب الدرامية؟
بعد مشاهدة الفيلم، وجدتني أُدوِّن عدة ملاحظات عنه كعمل سينمائي مهمتي الكتابة عنه في المقام الأول، وكبطولة جديدة لنجم مفضَّل اسمه أحمد حلمي اتهمني الكثيرون أنني أُبالِغ في مدحه والإشادة به في فيلمه السابق "عسل إسود"، رغم أنهم -في الوقت نفسه- لا يُطيقون نقده أو الإشارة لأي عيب في أعماله، مثلما حدث في فيلمه الأسبق "ألف مبروك"، وهو تناقض أُقدّره وأحترمه، تماماً نفس تقديري واحترامي لفكرة الفيلم التي تشير إلى جنون المحبين، وتقلّب أمزجتهم، وعدم وقوفهم على رغبة واضحة، واختيار محدد...
1- يأخذ الفيلم الطابع الغربي -كلمة الطابع تعني الشكل ولا أقصد بها الاقتباس- في التناول والمعالجة خاصة في النصف الثاني؛ إذ لا توجد فتاة مصرية تعلم أن حبيبها يخونها، ويُحبّ فتاة أخرى، ثم تمتص غضبها، وتتعامل مع الموقف بهدوء لتُقرّر أن تكيد له في صمت؛ حيث إن رد الفعل لأي فتاة مصرية معروف من الغفيرة وحتى الوزيرة.
2- يحذو حلمي في أفلامه حذو الأفلام الغربية خاصة في شياكة الصورة، وروعة الديكور، وجمال الجرافيك، ودقة الـ"ستايل"، وأرى ذلك عامل جذب وذكاء، لكن السير على النهج الغربي لا ينبغي أن يكون في الفكرة، خاصة إذا ما كانت تتحدَّث عن العلاقة بين الشاب والفتاة في مصر، والتي تختلف إلى حد كبير عنها في الغرب.
ويجب أن نراعي عقليات المشاهد "المصري" وطبيعة الجمهور "العربي" الموجّه له الفيلم.. أسمع أحدهم يقول إن السينما الأمريكية تُوجَّه لكل الشعوب وتُحقّق نجاحات كبيرة، وهذا صحيح، لكن لا تنسى أننا نتعامل مع الفيلم الأمريكي باعتباره مجرد فيلم أمريكي نحبّه ونحترمه كعمل فني مبهر، لكن لا نأخذ كل أفكاره وأطروحاته كأفكار تناسب مجتمعنا، وما دام "بلبل حيران" عمل مصري غير موجَّه للغرب أو كل دول العالم، فعلينا تقدير كلمة "مصري" ووضعه في الحسبان.
3- تيمة فقدان الذاكرة -سواء بشكل كامل أو مؤقت- قد قُتلت بحثاً، وما أن نراها في أي فيلم حتى نصرخ بسخرية واستهجان ونقول: "كده بقى فيلم عربي"، ولا أرى استغلال هذه التيمة موفّقاً على الإطلاق رغم أن نصف الفيلم الثاني مبني عليها، وهو ما جعل البعض في دار العرض -وأنا منهم- يرى أن نصف الفيلم الأوّل أقوى بكثير.
وكان من الأجدر على "حلمي" أن يستمر في نفس الخط؛ خاصة أن فكرة المقارنة بين تفكير الرجل والمرأة في طريقة اختيار شريك الحياة فكرة جديدة وقويّة، وتستحق أن تكتمل حتى نهايتها بشكل بسيط، وتلقائي، مثلما كانت الأحداث تدور في النصف الأوّل دون إقحام أي أحداث مفتعلة، وغير منطقية، أو الاستناد على تيمات قديمة، وإذا كان الهدف منها ضروريا حتى يقع البطل من جديد في حب خطيبته الأولى، فكان من الممكن أن يتم ذلك بمصادفة تجمعهما ويتفقا بعدها أن يُصبحا صديقين ليعيد اكتشافها من جديد في ظل وجود خطيبته الثانية.
4- ما أعرفه عن "حلمي" أنه ذكي ولا يُعيد تقديم أي شكل سبق وقدَّمه في أي عمل سابق، لكنه يعود في هذا الفيلم لشكل قديم استخدمه من قبل في فيلم "ألف مبروك"، خاصة في تكرار الأحداث التي حدثت في النصف الأول من الفيلم بالنصف الثاني، مع بعض التعديلات البسيطة في ظل حيرة البطل ودهشته من هذا التكرار.
5- صرّح "حلمي" مؤخراً أنه سيبتعد مؤقتاً عن الفانتازيا في أفلامه المقبلة، على الأقل في حدود عملين أو ثلاثة، حتى يُقدّم أفلاما تخدم قضايا المجتمع خاصة الشباب، لكني لم ألاحظ ذلك في "بلبل حيران" الذي ينتمي نوعاً ما إلى الفانتازيا الرومانسية، خصوصاً مع إقحام تفاصيل غير منطقية في النصف الثاني من الفيلم.
6- بات "حلمي" أكثر جرأة في إفيهاته الجنسية التي أرى أنها زادت في هذا الفيلم، بجرعة تفوق أفلامه السابقة كلها، والتي كانت شبه خالية من أي إفيه جنسي عدا "صايع بحر"، وهي مخاطرة منه خاصة جمهور عَشِقَ أغلبه في "حلمي" احترامه، ونجاح أفلامه السابقة دون أي مشهد عارٍ أو إفيه جنسي.
لهذا السبب صارت العائلات تدخل الفيلم وهي مغمضة العينين، لكني في الوقت نفسه لا أُنكر أنها إفيهات مضحكة للغاية، وذكية جداً، ولا أدري إذا كان نجاح "حلمي" واسمه الذي صنعه بذكاء وحُسن تقدير سيعطيه الحصانة التي تحميه من غضب الجماهير أم لا.
7- إذا كان الهدف من الفيلم هو الضحك والتسلية، فدعوني أُؤكِّد لكم أن الهدف قد تحقّق تماماً، بينما فكرة الفيلم القوية تعرّضت للاغتيال الدرامي، مما أضرّ كثيراً بالرسالة المُقدَّمة.
8- صارت شيري أكثر قبولاً، وجمالاً، ونضوجاً بشكل يُؤهلها لتصبح إحدى نجمات الصف الأول بشكل أكبر وأقوى في الفترة المقبلة، وصارت إيمي سمير غانم أكثر نضجاً وموهبة بشكل ينمّ عن مولد كوميديانة قويّة، بينما صارت زينة أكثر مرحاً وخفّة بشكل يُؤهلها ليتجاوز الجمهور عن سلبياتها، وعن الحاجز الفاصل بينها وبين معظمه؛ حسب ما قرأت من التعليقات التي تهاجمها على أي خبر ينشر عنها في شبكة الإنترنت.
9- تسريب قصة الفيلم ومعرفة الجمهور المسبقة بالأحداث كان عيبا خطيرا، أفقد عددا من الجمهور عامل المفاجأة، ولا شك أن الصحافة تنشر دوماً نبذات عن أي عمل فني خلال تصويره، لكن لا ينبغي أن تقع تحت يديها كل التفاصيل حتى لا تضر بمصلحة العمل، لذا تقع المسئولية على فريق الفيلم في تحمّل هذه المشكلة؛ إذ إن مِن حق أي صحفي يعرف أي معلومات أن ينشرها.
10- هناك أفلام ضعيفة، لكن قوة نهايتها تجعل الجمهور ينسى ذلك الضعف الذي عاناه على مدار الأحداث، ليخرج في النهاية سعيداً بالفيلم، وهناك أفلام تكون قوية جداً في بدايتها ثم تبدأ القوة تخفت تدريجياً، حتى تكون النهاية هي أضعف ما فيها، فيخرج الجمهور حزيناً غاضباً؛ لأنه يتذكّر النهاية أكثر من باقي الأحداث، وأترك للجمهور الحكم بنفسه إلى أي نوع ينتمي "بلبل حيران" حتى لا يتهمني أحد بالمصادرة على رأيه.
كلمة أخيرة:
أحمد حلمي الذي أبهرني في "آسف على الإزعاج" لم يُقدِّم لي ما يُشبعني في "ألف مبروك"، ثم عاد ليبهرني ويُعوّض ما فاته في "عسل إسود" قبل أن يعود إلى حالة عدم الإشباع في "بلبل حيران".. فلماذا لا تحافظ على إبهارك وقوّتك يا "حلمي" وكأنك تمشي على سطر وتترك الآخر؟!