ربما لا تكون من جمهور عادل إمام، ربما لا تحبه وتفضل عليه أخرين.. لكنك لن تختلف معي على أنه نجم كبير له رصيد واسع من الجماهيرية ساهم في زيادتها وبقاءها حالة من الحضور والذكاء الذي ميزه عن كثيرين غيره كانوا أكثر منه موهبة لكنهم لم يستطيعوا أن يكونوا أكثر توهجا ولا أطول تواجدا.
على مدار أكثر من 30 عاما ظل عادل إمام نجما وبطلا في أفلام سينمائية تجاوزت 120 فيلم وفي مسرحيات قليلة العدد لكنها شهيرة وحققت إيرادات واسعة على مدار سنوات عرض طويلة امتدت أحيانا إلى 10 سنوات متصلة في ظاهرة عربية غير مسبوقة.
يوم أمس الخميس كانت غالبية الشعب المصري متحلقة حول أجهزة التليفزيون منذ منتصف النهار انتظارا لمباراة القمة بين الأهلي والزمالك، وتابع الجميع التقارير واستديو التحليل على كل القنوات لكنهم تابعوا أيضا ظهورا مميزا للنجم الملقب بـ"الزعيم" نسبة إلى مسرحيته قبل الأخيرة.
ظهور الزعيم لم يكن في برنامج أو تقرير وإنما كان من خلال إعلان يعد الأول له على الإطلاق وظهر فيه وجهه لمدة ثوان معدودة فقط في مشهد النهاية ليقول جملة مؤثرة نصها "قوتنا مش في إننا 80 مليون واحد، قوتنا في قوة كل واحد مننا".
الإعلان لصالح شركة "فودافون" للإتصالات لكنه لم يعتمد الصيغة الدعائية المعتادة التي تتحدث عن الإنجازات أو الخدمات أو حتى أعداد المشتركين التي باتت الصيغة الأبرز للتنافس بين الشركات الثلاث المقدمة للخدمة في مصر.
ولاشك أن تلك الصيغة الرزينة لم تكن الأنسب بالنسبة للشركة لكنها كانت الصيغة الوحيدة المناسبة لعادل إمام ولعله اشترط أن يكون الإعلان أقرب إلى رسالة لكل المصريين يظهر فيها كل الفئات، حتى أن اسم الشركة التي دفعت التكلفة لم يرد على لسانه خلال المونولوج الصوتي الطويل الذي اعتمد أسلوب "الراوي" رغم أنه حسب ما يقال تقاضى عدة ملايين.
لا ضير بالطبع في خوض نجم كبير كعادل إمام مجال الإعلان وكم من نجوم عالميين كبار سبقوه وكم من نجم مصري كبير أقدم على التجربة مثل عمر الشريف ويسرا وآخرين، لكن الكثير من الأسئلة يثيرها الإعلان ربما أولها لماذا قبله عادل إمام الآن رغم رفضه سابقا عشرات العروض المشابهة؟.
البعض يتحدثون عن أجر مالي كبير لكنه ليس مبررا منطقيا وإلا كان الفنان الكبير نجم الإعلانات الأول منذ سنوات مهما كان الأجر الذي يطلبه ولتسابقت الشركات الكبرى للتعاقد معه.
أخرون يتحدثون عن حرص إمام على التواجد خوفا من تواري الأضواء عنه لصالح النجوم الشباب، لكنه أيضا مبرر ضعيف الحجة حيث أن فيلمه الأخير "زهايمر" يعرض حاليا بنجاح كما أنه يجهز حاليا لبدء تصوير مسلسل تليفزيوني كبير بعد مسلسلين فقط قدمهما طوال مشواره هما "أحلام الفتى الطائر" و"دموع في عيون وقحة".
فريق ثالث يتحدث عن تغير فكر عادل إمام، وربما كان هذا التفسير الأقرب للتصديق، حيث أنه حريص خلال السنوات الأخيرة على الظهور بمظهر "الحكيم" الذي يتحدث في شئون أخرى غير الفن بينها السياسة والرياضة وأحوال المجتمع.
يظهر عادل إمام في إعلان "فودافون" في صورة "رجل حكيم" وربما أقرب إلى "الجد" الذي يدرك الحال ويحاول أن ينبه المجتمع لأفكار غائبة عنه، معتمدا على نبرة صوته المميزة التي لا تخطئها أذن مصرية أبدا مع لقطات سريعة معبرة تم انتقاءها بعناية فائقة للأماكن والأشخاص لتتوافق مع "المونولوج" المكتوب بتركيز شديد.
من يعرفون عادل إمام عن قرب يدركون أنه قارئ نهم ومطلع على كل ما يجري وأنه يملك تحليلات خاصة جدا لما يدور في مصر، ربما لا تعجب تحليلاته البعض وربما تسببت تصريحاته في ردود أفعال غاضبة من كثيرين خاصة عندما تحدث عن الانتخابات أو هاجم المعارضة أو الدكتور محمد البرادعي وأعلن دعمه لجمال مبارك رئيسا خلفا لوالده، ربما تحدث عن كثيرون عن ضرورة تركيزه على الفن وترك السياسة لأصحابها، لكن رغم ذلك ظل اسما مطلوبا في كل وسائل الإعلام للحديث في كل الأمور.
إذن فعادل إمام وفق وجهة النظر الثالثة كان ينتظر إعلانا من هذا النوع يؤكد الصيغة التي يحرص على الظهوار بها أو الهالة التي بات حريصا على تكوينها عن نفسه خلال الأعوام الأخيرة، ربما لأنه بات يدرك جيدا ضرورة تصحيح الصورة النمطية المعروفة عن الفنانين عموما ونجوم الكوميديا تحديدا وعنه بشكل خاص.
هو يحاول وفقا لتلك الرؤية أن يؤكد أنه كفنان كوميدي يحمل هما ورسالة، ويحاول أن ينفي عن نفسه تهمة السطحية التي تلتصق عادة بالكوميديان، لاشك أنه كان حريصا منذ سنوات على التحضير لتلك المرحلة، ولاشك أنه قدم أعمالا جادة وجريئة في مشواره، لكن الوضع الأن مختلف والفرصة مهيئة لفرض صورة نمطية جديدة يحتاجها عادل إمام لكن لا أحد يدري إن كان المجتمع يتقبلها.
بقي أن نتحدث عن ملاحظة هامشية لا يمكن تفويتها فيما يخص الإعلان، عندما تتعاقد "فودافون" مع عادل إمام لتقديم إعلان لا يضم دعاية صريحة وتدفع له ملايين فإن الأمر يدفعنا إلى ضرورة البحث عن سبب لإقدام الشركة على ذلك وهل هو توجه مجتمعي جديد أم مجرد سعي لمبارزة المنافسين؟.
قبل عامين قدمت "فودافون" إعلانا مكلفا ضم عددا من الوجوه البارزة بينهم عمرو أديب وتامر حسني ومريم فارس، والعام الماضي سيطرت إعلانات "موبينيل" على الساحة خاصة إعلان "صحوني ع المدفع"، أما هذا العام فإن الغلبة كانت لشركة "إتصالات" التي قدمت اعلانا قويا ضم النجوم يسرا وأحمد عز وهند صبري وعزت أبوعوف ودنيا سمير غانم والمطرب محمد منير للمرة الأولى.
لا يمكن أن تمر تلك الملاحظة مرور الكرام، فالصراع بين الشركات الثلاث بات محتدما على كل المستويات وقبل يومين شهدنا تصريحات متضاربة بين "فودافون" و"موبينيل" حول التشكيك في عدد المشتركين المعلنة.
عموما فإن الإعلان متميز، وربما كان مقدمة لنوعية مختلفة من الإعلانات التي تنتجها الشركات الكبرى لإظهار سمات المجتمع وتحفيز أفراده على الإبداع والعمل والتطور، بعيدا عن الإعلانات الفجة التي تدفعك لكراهية المنتج أو الخدمة أحيانا.
على مدار أكثر من 30 عاما ظل عادل إمام نجما وبطلا في أفلام سينمائية تجاوزت 120 فيلم وفي مسرحيات قليلة العدد لكنها شهيرة وحققت إيرادات واسعة على مدار سنوات عرض طويلة امتدت أحيانا إلى 10 سنوات متصلة في ظاهرة عربية غير مسبوقة.
يوم أمس الخميس كانت غالبية الشعب المصري متحلقة حول أجهزة التليفزيون منذ منتصف النهار انتظارا لمباراة القمة بين الأهلي والزمالك، وتابع الجميع التقارير واستديو التحليل على كل القنوات لكنهم تابعوا أيضا ظهورا مميزا للنجم الملقب بـ"الزعيم" نسبة إلى مسرحيته قبل الأخيرة.
ظهور الزعيم لم يكن في برنامج أو تقرير وإنما كان من خلال إعلان يعد الأول له على الإطلاق وظهر فيه وجهه لمدة ثوان معدودة فقط في مشهد النهاية ليقول جملة مؤثرة نصها "قوتنا مش في إننا 80 مليون واحد، قوتنا في قوة كل واحد مننا".
الإعلان لصالح شركة "فودافون" للإتصالات لكنه لم يعتمد الصيغة الدعائية المعتادة التي تتحدث عن الإنجازات أو الخدمات أو حتى أعداد المشتركين التي باتت الصيغة الأبرز للتنافس بين الشركات الثلاث المقدمة للخدمة في مصر.
ولاشك أن تلك الصيغة الرزينة لم تكن الأنسب بالنسبة للشركة لكنها كانت الصيغة الوحيدة المناسبة لعادل إمام ولعله اشترط أن يكون الإعلان أقرب إلى رسالة لكل المصريين يظهر فيها كل الفئات، حتى أن اسم الشركة التي دفعت التكلفة لم يرد على لسانه خلال المونولوج الصوتي الطويل الذي اعتمد أسلوب "الراوي" رغم أنه حسب ما يقال تقاضى عدة ملايين.
لا ضير بالطبع في خوض نجم كبير كعادل إمام مجال الإعلان وكم من نجوم عالميين كبار سبقوه وكم من نجم مصري كبير أقدم على التجربة مثل عمر الشريف ويسرا وآخرين، لكن الكثير من الأسئلة يثيرها الإعلان ربما أولها لماذا قبله عادل إمام الآن رغم رفضه سابقا عشرات العروض المشابهة؟.
البعض يتحدثون عن أجر مالي كبير لكنه ليس مبررا منطقيا وإلا كان الفنان الكبير نجم الإعلانات الأول منذ سنوات مهما كان الأجر الذي يطلبه ولتسابقت الشركات الكبرى للتعاقد معه.
أخرون يتحدثون عن حرص إمام على التواجد خوفا من تواري الأضواء عنه لصالح النجوم الشباب، لكنه أيضا مبرر ضعيف الحجة حيث أن فيلمه الأخير "زهايمر" يعرض حاليا بنجاح كما أنه يجهز حاليا لبدء تصوير مسلسل تليفزيوني كبير بعد مسلسلين فقط قدمهما طوال مشواره هما "أحلام الفتى الطائر" و"دموع في عيون وقحة".
فريق ثالث يتحدث عن تغير فكر عادل إمام، وربما كان هذا التفسير الأقرب للتصديق، حيث أنه حريص خلال السنوات الأخيرة على الظهور بمظهر "الحكيم" الذي يتحدث في شئون أخرى غير الفن بينها السياسة والرياضة وأحوال المجتمع.
يظهر عادل إمام في إعلان "فودافون" في صورة "رجل حكيم" وربما أقرب إلى "الجد" الذي يدرك الحال ويحاول أن ينبه المجتمع لأفكار غائبة عنه، معتمدا على نبرة صوته المميزة التي لا تخطئها أذن مصرية أبدا مع لقطات سريعة معبرة تم انتقاءها بعناية فائقة للأماكن والأشخاص لتتوافق مع "المونولوج" المكتوب بتركيز شديد.
من يعرفون عادل إمام عن قرب يدركون أنه قارئ نهم ومطلع على كل ما يجري وأنه يملك تحليلات خاصة جدا لما يدور في مصر، ربما لا تعجب تحليلاته البعض وربما تسببت تصريحاته في ردود أفعال غاضبة من كثيرين خاصة عندما تحدث عن الانتخابات أو هاجم المعارضة أو الدكتور محمد البرادعي وأعلن دعمه لجمال مبارك رئيسا خلفا لوالده، ربما تحدث عن كثيرون عن ضرورة تركيزه على الفن وترك السياسة لأصحابها، لكن رغم ذلك ظل اسما مطلوبا في كل وسائل الإعلام للحديث في كل الأمور.
إذن فعادل إمام وفق وجهة النظر الثالثة كان ينتظر إعلانا من هذا النوع يؤكد الصيغة التي يحرص على الظهوار بها أو الهالة التي بات حريصا على تكوينها عن نفسه خلال الأعوام الأخيرة، ربما لأنه بات يدرك جيدا ضرورة تصحيح الصورة النمطية المعروفة عن الفنانين عموما ونجوم الكوميديا تحديدا وعنه بشكل خاص.
هو يحاول وفقا لتلك الرؤية أن يؤكد أنه كفنان كوميدي يحمل هما ورسالة، ويحاول أن ينفي عن نفسه تهمة السطحية التي تلتصق عادة بالكوميديان، لاشك أنه كان حريصا منذ سنوات على التحضير لتلك المرحلة، ولاشك أنه قدم أعمالا جادة وجريئة في مشواره، لكن الوضع الأن مختلف والفرصة مهيئة لفرض صورة نمطية جديدة يحتاجها عادل إمام لكن لا أحد يدري إن كان المجتمع يتقبلها.
بقي أن نتحدث عن ملاحظة هامشية لا يمكن تفويتها فيما يخص الإعلان، عندما تتعاقد "فودافون" مع عادل إمام لتقديم إعلان لا يضم دعاية صريحة وتدفع له ملايين فإن الأمر يدفعنا إلى ضرورة البحث عن سبب لإقدام الشركة على ذلك وهل هو توجه مجتمعي جديد أم مجرد سعي لمبارزة المنافسين؟.
قبل عامين قدمت "فودافون" إعلانا مكلفا ضم عددا من الوجوه البارزة بينهم عمرو أديب وتامر حسني ومريم فارس، والعام الماضي سيطرت إعلانات "موبينيل" على الساحة خاصة إعلان "صحوني ع المدفع"، أما هذا العام فإن الغلبة كانت لشركة "إتصالات" التي قدمت اعلانا قويا ضم النجوم يسرا وأحمد عز وهند صبري وعزت أبوعوف ودنيا سمير غانم والمطرب محمد منير للمرة الأولى.
لا يمكن أن تمر تلك الملاحظة مرور الكرام، فالصراع بين الشركات الثلاث بات محتدما على كل المستويات وقبل يومين شهدنا تصريحات متضاربة بين "فودافون" و"موبينيل" حول التشكيك في عدد المشتركين المعلنة.
عموما فإن الإعلان متميز، وربما كان مقدمة لنوعية مختلفة من الإعلانات التي تنتجها الشركات الكبرى لإظهار سمات المجتمع وتحفيز أفراده على الإبداع والعمل والتطور، بعيدا عن الإعلانات الفجة التي تدفعك لكراهية المنتج أو الخدمة أحيانا.