عن هند صبري وتونس أتحدث..........
كتبه: اسامة الشاذلى - (هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط)
819
فوجئت بردود أفعال قوية على كلا من خطاب الفنانة هند صبري الموجه إلى رئيس تونس المخلوع زين العابدين بن علي ، والذي تؤكد فيه أنها أجبرت على تأييده، وبأن هذا منافي للحقيقة، والخبر الذي نشرناه في موقع "السينما . كوم" عن سعادة هند بتحرر بلادها، ولكن ردود الأفعال كانت على نحو مناقض تماماً للحدث.
حيث اتهمها الكثيرون بالجبن، وركوب الموجة، بل وزايد البعض واثار شائعة حول مطالبتها لبن علي بالبقاء وعدم الهرب، في ردود فعل صارت بقدر ما تدهشنا، نعتاد عليها، فالثقافة العربية صارت بلا شك ثقافة الردح وفن التطاول.
لا يعلم الكثيرون أن دور هند صبري الاساسي كفنانة تونسية، كان تقديم نفسها كفنانة حقيقية محترمة، وهو ما صنعته بعد جهد طويل، وعقب الدخول من باب صعب جدا على يد مخرجة مثيرة للجدل - إيناس الدغيدي - وفيلم غير مبشر - مذكرات مراهقة - ، ولكنها نجحت بعد ذلك في أن تتربع على عرش التمثيل عبر مجموعة من أهم الأعمال السينمائية وعلى رأسها مواطن ومخبر وحرامي وجنينة الاسماك وعمارة يعقوبيان - كل تلك الافلام تم اختيارها ضمن الـ10 أفلام الأفضل في الألفية الجديدة - وكذلك أحلى الأوقات، والجزيرة وغيرها من الأعمال المتميزة.
واذا كان هذا خيارها الأول فلا يختلف اثنان على نجاحها الساحق فيه، أما عن خيارها الثاني بمعارضة نظام بلغ حد استبداده الى امكانية تلفيق تهمة مخلة بالشرف لمعارضيه الاناث للقضاء عليهم، ومعلوم بالطبع اذا تم مثل هذا مع فنانة في حجم هند صبري وجماهيريتها، كيف سيكون من الصعب بل من المستحيل أن تثبت عكسه في مجتمع يعشق الفضائح والشائعات ويغذيها ويأكل منها،فنحترم اذن صمت الأنثى العربية بداخلها، بالاضافة الى ممارسات مثل هذا النظام على عائلتها التي بقيت في تونس.
قد يعارضني البعض ويجد في مقالي هذا دفاعاً لا يجوز عنها، وأنها كان يجب أن تخوض الثورة ضمن صفوف الجماهير، ويبقى ردي أن هند صبري نجحت خلال 10 سنوات في أن تكون وجه تونس المشرف أمام العالم العربي بالكامل، بثقافتها وفنها وكذلك عملها الخيري التطوعي.
فلا يصح لتونس العظيمة التي نالت حريتها بعظمة شعبها، أن تجنى على أحد أبنائها الذين شرفوها، وأحد وجوهها المشرفة الذين يحملون سلاحاً مختلفا هذه المرة يسكن قلوبهم وان كان هذا أضعف الإيمان ولكنه أبدا لا يعد كفرا.
كتبه: اسامة الشاذلى - (هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط)
819
فوجئت بردود أفعال قوية على كلا من خطاب الفنانة هند صبري الموجه إلى رئيس تونس المخلوع زين العابدين بن علي ، والذي تؤكد فيه أنها أجبرت على تأييده، وبأن هذا منافي للحقيقة، والخبر الذي نشرناه في موقع "السينما . كوم" عن سعادة هند بتحرر بلادها، ولكن ردود الأفعال كانت على نحو مناقض تماماً للحدث.
حيث اتهمها الكثيرون بالجبن، وركوب الموجة، بل وزايد البعض واثار شائعة حول مطالبتها لبن علي بالبقاء وعدم الهرب، في ردود فعل صارت بقدر ما تدهشنا، نعتاد عليها، فالثقافة العربية صارت بلا شك ثقافة الردح وفن التطاول.
لا يعلم الكثيرون أن دور هند صبري الاساسي كفنانة تونسية، كان تقديم نفسها كفنانة حقيقية محترمة، وهو ما صنعته بعد جهد طويل، وعقب الدخول من باب صعب جدا على يد مخرجة مثيرة للجدل - إيناس الدغيدي - وفيلم غير مبشر - مذكرات مراهقة - ، ولكنها نجحت بعد ذلك في أن تتربع على عرش التمثيل عبر مجموعة من أهم الأعمال السينمائية وعلى رأسها مواطن ومخبر وحرامي وجنينة الاسماك وعمارة يعقوبيان - كل تلك الافلام تم اختيارها ضمن الـ10 أفلام الأفضل في الألفية الجديدة - وكذلك أحلى الأوقات، والجزيرة وغيرها من الأعمال المتميزة.
واذا كان هذا خيارها الأول فلا يختلف اثنان على نجاحها الساحق فيه، أما عن خيارها الثاني بمعارضة نظام بلغ حد استبداده الى امكانية تلفيق تهمة مخلة بالشرف لمعارضيه الاناث للقضاء عليهم، ومعلوم بالطبع اذا تم مثل هذا مع فنانة في حجم هند صبري وجماهيريتها، كيف سيكون من الصعب بل من المستحيل أن تثبت عكسه في مجتمع يعشق الفضائح والشائعات ويغذيها ويأكل منها،فنحترم اذن صمت الأنثى العربية بداخلها، بالاضافة الى ممارسات مثل هذا النظام على عائلتها التي بقيت في تونس.
قد يعارضني البعض ويجد في مقالي هذا دفاعاً لا يجوز عنها، وأنها كان يجب أن تخوض الثورة ضمن صفوف الجماهير، ويبقى ردي أن هند صبري نجحت خلال 10 سنوات في أن تكون وجه تونس المشرف أمام العالم العربي بالكامل، بثقافتها وفنها وكذلك عملها الخيري التطوعي.
فلا يصح لتونس العظيمة التي نالت حريتها بعظمة شعبها، أن تجنى على أحد أبنائها الذين شرفوها، وأحد وجوهها المشرفة الذين يحملون سلاحاً مختلفا هذه المرة يسكن قلوبهم وان كان هذا أضعف الإيمان ولكنه أبدا لا يعد كفرا.