حزنت حين هاجموني لما تكلمت عن بروتوكولات صهيون
تراجع دورالفن يتناغم مع الواقع المتردي محمد صبحي: 1-2
حوار - حمدي أبو بري:
فنان أقل ما يقال عنه إنه صاحب رسالة يحمل هموم وطن وأمة على عاتقه يعبر عنها بفنه في مسرحه أو شاشته الصغيرة، ابتعد عن السينما حين أحس انها لم تعد ذات هدف أو مضمون، لم ينجرف لتيار مشي حالك او اكسب واجري، لم يقاول بفنه حين سادت سينما المقاولات، رفع قيم الاحترام في الفن فاحترمه الجمهور وأبناء المهنة حتى المنافسين، التقينا به في زيارته الاخيرة للدوحة وتعمدنا ان نؤجل النشر لهذا الحوار بعيدا عن صخب ما كان فيه من اخبار واحتفالات جاء مشاركا فيها، إنه سنبل صاحب رحلة المليون، الفارس بلا جواد، ونيس الاب والجد المثالي في عصر العولمة، الفنان محمد صبحي الذي كانت له هذه الإجابات على أسئلتنا.
> الفن إما أن يبنى جيلا أو أجيالا وإما أن يهدم جيلا أو اجيالا بما يقدمه، وعلى الاقل يحقق الثقة فيه تماما مثلما يحقق الدهشة للمشاهد وللجمهور بجانب ما ينشره من سلوك،لكن تراجع الفن ورسالته يتناغم ما الواقع الذي نعيشه فالفن يأتي عادة متناسقا مع الواقع، وليس شرطا أن يكون صورة ايجابية عن الواقع، وما يقدم الان من فن يتناسب مع المستهلك الموجود حاليا، المستهلك الذي يسيء استخدام كل ما لديه ولديك مثال الهاتف المحمول الذي تم اختراعه ليقدم خدمة لحامله لا أن يتحول لوسيلة للمعاكسة أو الرنات أو الرغي المستمر فاستهلاكنا منه لا يتفق مع هدف صنعه، مثل الفيلم الان قد تكسب منه 25 مليون جنيه لكن لا تجد فيه قضية أو تجد له هدفا أو إشكالية يناقشها، ومن ثم لم يعد للفن دور مع وجود تنازلات من هنا أوهناك والتنازلات تأتي عادة متتالية.
> عمري ما فكرت في المكسب المادي ولكن انا كمن يعمل حلويات بشكل جيد وآخر يقدمها بشكل غير جيد لكن كليهما يود المكسب وإن كنت احترم عقلية من يشتري.
> لا تعارض بين فن يهدف إلى الضحك ومخاطبة العقل أو الثقة، ولكن هناك فارقا بين أن تسمع نكات في المقاهي وتضحك وبين ما أقدمه من فن يضحك فمعي انت تسمع ثم تفكر ثم تضحك وليس تضحك أولا ثم تفكر.
> بالنسبة لتقديمي وجوها نسائية ربما ليست نجوما «وفاء صادق، داليا مصطفى، سيمون» اقول إن الفن له دائما عناصر ومنها الممثل الجيد وقد يكون هناك ممثلة جيدة ومبتكرة لكنها لم تأخذ فرصتها الحقيقية بعد في الوقت الذي تستحق ان تقدم بشكل جيد للجمهور، وهناك 274 وجها قدمتهم طوال مشواري الفني وجزء منهم درست له في المعهد وجزء تدرب في الفرقة وقدمته للجمهور.
> الآن لا توجد سينما تحافظ على ذاكرة الامة، تماما مثلما لا يوجد تعليم يمكن أن يقدم لنا علماء، هناك كليبات هابطة، سينما مهترئة، مسرح يموت، بحث علمي مقتول فلم نعط الفرصة للمبتكرين وصرنا نقدم انفسنا لاعدائنا على طبق من فضة بصورة لم يكونوا يتوقعونها.
> الكارثة في عالمنا العربي كله ان كل منا لا يقدم المساعد المتميز ولا يحرص على وجوده بل يحاربه لاننا نخاف منه على مكاننا نحن.
> قدمت مسرحية ماما أميركا خمس سنوات في مصر، 8 حفلات في قطر، 12 حفلة في ليبيا، 22 حفلة في العراق.
> نعم القيت طوبا في جنوب لبنان نحو اسرائيل عند افتتاح معبر فاطمة بعد تحريره وكنت في غاية السعادة وكانوا هم يطلقون الرصاص على الجميع.
> أكثر اللحظات حزنا في حياتي حين هاجمني بعض الاعلاميين في مسلسل فارس بلا جواد، وحين تكلمت عن كتاب بروتوكولات صهيون، مع ان بعض المؤسسات الصحفية التي هاجمتني قامت بعدها بنشر الكتاب وكسبت منه كثيرا، وحذف منه 45 مشهدا، الجميل ان بعض المحطات لما أعادت بثه أذاعته كاملا.
> قدمت ونيس الجد لان الاولاد كبروا وصار لهم أحفاد وصار الخطر على الاحفاد أكبر مما كان على الابناء فصاروا في حاجة لمن ينصحهم ويوجههم ويأخذ بيدهم.
> نعم اخرج لنفسي لانني والراحل احمد بدر الدين كنا متوافقين جدا ولما توفي احسست ان جناحي اتكسر، والفن يعتمد على التوافق الكيميائي بين عناصره فما بالك حين يكون المؤلف والممثل والمخرج واحدا.
> قدمت مع لينين الرملي اعمالا عظيمة وكنا واحدا ولكن لما احسسنا أن لكل منا وجهة نظر مختلفة كان لكل منا ان يعبر عنها بطريقته كيف يشاء لكني لست ممانعا للعمل معه.
> قدمت 23 فيلما منها خمسة عن اقتحام الصحراء وكذلك مسلسل سنبل بعد المليون وفي يوميات ونيس، وبنيت مدينتي في الصحراء وحزنت الان حينما يساوون بين مشروعي الفني الثقافي وبين أي كافتيريا أو مشروع تجاري ربحي فيما يطلب منهم.
> كان عندي استعداد وقبول للفشل في أي مشروع في حياتي إلا مشروع واحد وهو أسرتي وأولادي منذ ان اتخذت قرارا أنا وزوجتي التي كانت طالبة عندي في المعهد على أن ننشئ أسرة قوية.
_________________
تراجع دورالفن يتناغم مع الواقع المتردي محمد صبحي: 1-2
حوار - حمدي أبو بري:
فنان أقل ما يقال عنه إنه صاحب رسالة يحمل هموم وطن وأمة على عاتقه يعبر عنها بفنه في مسرحه أو شاشته الصغيرة، ابتعد عن السينما حين أحس انها لم تعد ذات هدف أو مضمون، لم ينجرف لتيار مشي حالك او اكسب واجري، لم يقاول بفنه حين سادت سينما المقاولات، رفع قيم الاحترام في الفن فاحترمه الجمهور وأبناء المهنة حتى المنافسين، التقينا به في زيارته الاخيرة للدوحة وتعمدنا ان نؤجل النشر لهذا الحوار بعيدا عن صخب ما كان فيه من اخبار واحتفالات جاء مشاركا فيها، إنه سنبل صاحب رحلة المليون، الفارس بلا جواد، ونيس الاب والجد المثالي في عصر العولمة، الفنان محمد صبحي الذي كانت له هذه الإجابات على أسئلتنا.
> الفن إما أن يبنى جيلا أو أجيالا وإما أن يهدم جيلا أو اجيالا بما يقدمه، وعلى الاقل يحقق الثقة فيه تماما مثلما يحقق الدهشة للمشاهد وللجمهور بجانب ما ينشره من سلوك،لكن تراجع الفن ورسالته يتناغم ما الواقع الذي نعيشه فالفن يأتي عادة متناسقا مع الواقع، وليس شرطا أن يكون صورة ايجابية عن الواقع، وما يقدم الان من فن يتناسب مع المستهلك الموجود حاليا، المستهلك الذي يسيء استخدام كل ما لديه ولديك مثال الهاتف المحمول الذي تم اختراعه ليقدم خدمة لحامله لا أن يتحول لوسيلة للمعاكسة أو الرنات أو الرغي المستمر فاستهلاكنا منه لا يتفق مع هدف صنعه، مثل الفيلم الان قد تكسب منه 25 مليون جنيه لكن لا تجد فيه قضية أو تجد له هدفا أو إشكالية يناقشها، ومن ثم لم يعد للفن دور مع وجود تنازلات من هنا أوهناك والتنازلات تأتي عادة متتالية.
> عمري ما فكرت في المكسب المادي ولكن انا كمن يعمل حلويات بشكل جيد وآخر يقدمها بشكل غير جيد لكن كليهما يود المكسب وإن كنت احترم عقلية من يشتري.
> لا تعارض بين فن يهدف إلى الضحك ومخاطبة العقل أو الثقة، ولكن هناك فارقا بين أن تسمع نكات في المقاهي وتضحك وبين ما أقدمه من فن يضحك فمعي انت تسمع ثم تفكر ثم تضحك وليس تضحك أولا ثم تفكر.
> بالنسبة لتقديمي وجوها نسائية ربما ليست نجوما «وفاء صادق، داليا مصطفى، سيمون» اقول إن الفن له دائما عناصر ومنها الممثل الجيد وقد يكون هناك ممثلة جيدة ومبتكرة لكنها لم تأخذ فرصتها الحقيقية بعد في الوقت الذي تستحق ان تقدم بشكل جيد للجمهور، وهناك 274 وجها قدمتهم طوال مشواري الفني وجزء منهم درست له في المعهد وجزء تدرب في الفرقة وقدمته للجمهور.
> الآن لا توجد سينما تحافظ على ذاكرة الامة، تماما مثلما لا يوجد تعليم يمكن أن يقدم لنا علماء، هناك كليبات هابطة، سينما مهترئة، مسرح يموت، بحث علمي مقتول فلم نعط الفرصة للمبتكرين وصرنا نقدم انفسنا لاعدائنا على طبق من فضة بصورة لم يكونوا يتوقعونها.
> الكارثة في عالمنا العربي كله ان كل منا لا يقدم المساعد المتميز ولا يحرص على وجوده بل يحاربه لاننا نخاف منه على مكاننا نحن.
> قدمت مسرحية ماما أميركا خمس سنوات في مصر، 8 حفلات في قطر، 12 حفلة في ليبيا، 22 حفلة في العراق.
> نعم القيت طوبا في جنوب لبنان نحو اسرائيل عند افتتاح معبر فاطمة بعد تحريره وكنت في غاية السعادة وكانوا هم يطلقون الرصاص على الجميع.
> أكثر اللحظات حزنا في حياتي حين هاجمني بعض الاعلاميين في مسلسل فارس بلا جواد، وحين تكلمت عن كتاب بروتوكولات صهيون، مع ان بعض المؤسسات الصحفية التي هاجمتني قامت بعدها بنشر الكتاب وكسبت منه كثيرا، وحذف منه 45 مشهدا، الجميل ان بعض المحطات لما أعادت بثه أذاعته كاملا.
> قدمت ونيس الجد لان الاولاد كبروا وصار لهم أحفاد وصار الخطر على الاحفاد أكبر مما كان على الابناء فصاروا في حاجة لمن ينصحهم ويوجههم ويأخذ بيدهم.
> نعم اخرج لنفسي لانني والراحل احمد بدر الدين كنا متوافقين جدا ولما توفي احسست ان جناحي اتكسر، والفن يعتمد على التوافق الكيميائي بين عناصره فما بالك حين يكون المؤلف والممثل والمخرج واحدا.
> قدمت مع لينين الرملي اعمالا عظيمة وكنا واحدا ولكن لما احسسنا أن لكل منا وجهة نظر مختلفة كان لكل منا ان يعبر عنها بطريقته كيف يشاء لكني لست ممانعا للعمل معه.
> قدمت 23 فيلما منها خمسة عن اقتحام الصحراء وكذلك مسلسل سنبل بعد المليون وفي يوميات ونيس، وبنيت مدينتي في الصحراء وحزنت الان حينما يساوون بين مشروعي الفني الثقافي وبين أي كافتيريا أو مشروع تجاري ربحي فيما يطلب منهم.
> كان عندي استعداد وقبول للفشل في أي مشروع في حياتي إلا مشروع واحد وهو أسرتي وأولادي منذ ان اتخذت قرارا أنا وزوجتي التي كانت طالبة عندي في المعهد على أن ننشئ أسرة قوية.
_________________