ده حوار بتاريخ 30\5\2010
عامر منيب: تفاصيل حياة ماري منيب درس لأجيال السينما
يستعيد الفنان عامر منيب نشاطه بعد عزلة قضاها في إعداد أرشيف فني خاص بأعماله، الأمر الذي أبعده عن الغناء لفترة اقتربت من ال3 أعوام، كان خلالها يُعد ألبوما غنائيا في ظل إنتاج خاص، بعد قراره بالابتعاد عن روتانا.
إضافة إلى الإعداد لفيلم سينمائي مع المخرج محمد كمال الشناوي، انشغالات كثيرة لدى عامر هذه الأيام، فبين مراحل تنفيذ أعماله الغنائية والسينمائية، يعقد جلسات عمل مع مؤلفين لإعداد دراما تلفزيونية عن جدته الراحلة الفنانة مارى منيب؛ تفاصيل أخرى خلال هذا الحوار.بدأ عامر حواره ل«الحواس الخمس» بالحديث عن أرشيفه الفني الذي يُحضّر له، ويضم فيه رحلته الفنية التي بدأت منذ نحو 20 عاما، ويقول: «كان عشقي لجدتي الفنانة الراحلة ماري منيب هو الدافع لإنجاز المشروع المتعلق بأرشيفي الفني، فقد عشت أعواما أبحث عن تفاصيل حياتها بصعوبة شديدة.إلى أن تمكَّنت من جمع كل المعلومات الخاصة بها في مادة إعلامية مدعَّمة ببعض الصور النادرة لها تجمعها بفرقتها المسرحية، وصور أخرى تضمها مع أفراد عائلتها، وقمت بإهداء جزء من هذا الأرشيف إلى مهرجان أوسكار السينما المصرية في دورته الأخيرة؛ حيث تم تكريم ماري منيب كأحد رموز السينما المصرية».***هل صعوبة جمع المعلومات عن ماري منيب أخافتك من تكرار الأزمة معك بعد زمن طويل؟>>>أنا بطبيعتي منظم ودقيق، خصوصا في ما يتعلق بأمور عملي، ومنذ بداية مشواري أجمع كل ما يتعلق بأعمالي، وأحفظه بالوسائل المتاحة في ذلك الوقت، لكن خلال الأعوام الأخيرة أهملت هذا الأمر؛ بسبب انشغالي بالعمل، إلى أن عُدت لما كنت عليه، فكان لابد من استغلال التطور التكنولوجي.فأعدت حفظ كل ما يتعلق بعملي في شكل أرشيف إلكتروني يسهل التعامل معه، ولا شك في أن الرحلة الُمضنية للبحث عن تفاصيل حياة ماري منيب كانت درسا تعلمت منه؛ لكي أوفر لأبنائي من بعدي كل ما يتعلق بحياتي الفنية؛ كي أجنِّبهم مشقة جمعه.
وهل كان من بين أغراض هذا الأرشيف الإعداد لكتابة مذكراتك؟
عندما اتخذت هذا القرار لم أفكر في شيء إلا أسرتي من بعدي، فليس في حساباتي فكرة كتابة مذكرات، فقط جمعت أعمالي وبعض التفاصيل المتعلقة بي، إضافة إلى بعض المواد الإعلامية والصحافية التي تحدثت عني خلال مشواري مع الفن، وعلى الجانب الشخصي يضم الأرشيف بعض الصور الفوتوغرافية لأسرتي، ومن بينها صور جمعتني بجدتي وأفراد العائلة.
رد الجميل
هل استعنت بأحد في تنفيذ هذا المشروع؟ وإلى أية مرحلة وصل الأمر؟
لم أستعن بأحد، فقد حرصت على تنفيذ كل خطوة فيه بنفسي، خصوصا في الجزء الخاص بي، أما ما يتعلق بالجانب الخاص بجدتي ماري منيب.
فقد استعنت ببعض أفراد العائلة المقيمين بالخارج ممن يكبرونني في العمر؛ حيث كانت لديهم معلومات أكثر عن حياتها وتاريخها الفني؛ سواء كانت صورا أو معلومات مكتوبة، وحاليا أنا على وشك الانتهاء منه، وتمكنت على الرغم من المجهود الشاق الذي بذلته من أن أقدم شيئا ولو بسيطا إلى جدتي الفنانة ماري منيب.
لن أعتزل
قيل إنك ستعتزل بسبب هبوط مستوى الغناء، هل هذا صحيح؟
لست مؤمنا بفكرة اعتزال الفن من الأساس، ولا أفكر في هذا القرار؛ لأنني لست لاعب كرة لو تقدم بي العمر ابتعدت، فهذا غير منطقي، فلم نسمع يوما أن أم كلثوم لم تعد تصلح للغناء، وستعتزل بسبب تقدمها في العمر، فالموهبة لا تموت.
لكنني لا أُنكر استيائي مما وصل إليه حال الغناء العربي؛ لذلك قررت الابتعاد لفترة محدودة، لكنني لم أعتزل، فالفن ليس وظيفة يمكنني تغييرها في أي وقت، وقد يكون وراء هذا الكلام فترة البعد الأخيرة، لكن الإعداد لألبوم قوي، والفيلم المختلف، والأرشيف الخاص أبعدني لفترة طالت بعض الشيء، لكنني لم أعتزل، ولن.
بعد فترة ابتعاد عن الغناء، هل هناك بوادر عودة غنائية بألبومات جديدة؟
لا أزال في مرحلة الاستماع إلى أغنيات وألحان جديدة للاستقرار على الاختيارات التي سيضمها الألبوم، ولست متعجلاً في هذه الخطوة، فكلنا نعلم جيدا الخسائر المادية التي تواجه أي ألبوم جديد بالسوق، ففي الفترات السابقة كانت هناك حالة نشاط داخل السوق، وكان كل المطربين تقريبا يصدرون ألبوما كل عام، لكن الأمر اختلف حاليا، فلم تعد هناك مبيعات تُذكر لأي ألبوم في ظل الإنترنت، والتدهور الملموس في سوق الأغنية.
هل هناك شكل أو لون غنائي معين تود تقديمه خلال الألبوم المقبل؟
مشكلتي الوحيدة أنني لا أستطيع تحديد اللون الغنائي الذي سأقدمه؛ لأنني اعتدت أن أترك نفسي للأغنية التي تجذبني فكرتها؛ لذلك لا أشغل نفسي بالبحث عن فكرة معينة لأقدمها، فكما يقال «العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه».
معروف عنك اهتمامك وحرصك الشديد في التعاون مع الملحنين والشعراء الجدد.. فما سر ذلك؟
لم أكن أقصد ذلك منذ البداية، فلست مكتشف مواهب كما يردد البعض، لكنني أترك نفسي للأغنية التي تجذبني دون النظر إلى القائمين عليها من ملحن إلى شاعر أو موزع، سواء كانوا محترفين أم هواة، وذلك لأنني اعتدت البحث عن الجديد، ولا أملُّ من الاستماع إلى تجارب كثيرة، ولا أتردد في قبول العمل الجيد مهما كانت مكانة صاحبه في الوسط.
على طريقة فيروز
هل كنت تقصد أن يضم ألبومك «حظي من السما» أغنية «جيت على بالي» التي كانت أقرب إلى أغنيات فيروز من حيث الألحان والتوزيعات؟
ظهور الأغنية بهذا الشكل كان لعبة توزيع موسيقي أعد الأغنية بهذا الشكل، وكان لابد من تقديمها بهذا الأسلوب، خصوصا أنني عاشق لمثل هذه الأغنيات والجمل الموسيقية التي قدمها عمالقة الغناء وأصحاب المدارس الموسيقية العريقة؛ لأنني تأثرت بهم كثيرا، ولكنني أود أن أوضح أن التشابه أو التقارب هنا لم يكن نتيجة لتشابه لحن الأغنية بلحن أغنية أخرى قديمة.
لكنها طبيعة اللون الموسيقي الذي تميزت به الأغنيات الفيروزية، وغيرها من الأغنيات القديمة، وذلك من خلال استعمال الآلات الموسيقية والجمل اللحنية الشرقية التي استُخدمت في توزيع الأغنية.
هل ترى أنه من المفيد عودة هذه الألوان الموسيقية من جديد؟
نحن في حاجة إلى هذه الأغنيات، فهي روح الموسيقى الشرقية التي نشأنا عليها، ولابد أن نعيد الاهتمام بها من جديد مع احترامي للألوان الموسيقية الغربية ومستخدميها.
لقد امتدت فترة التحضير لهذا الألبوم لما يقرب من ثلاثة أعوام، فما السبب؟
بعد طرح ألبومي قبل الأخير «كل ثانية معاك» الذي شهد آخر تعاون بيني وشركة «روتانا» قررت تأجيل التفكير في مسألة التحضير للألبوم الجديد لمدة عام تقريبا لدراسة حال السوق الغنائية، وللاستقرار على أمرين.
إما الاتجاه إلى شركة إنتاج أخرى، أو أن أتحمل مسؤولية الإنتاج لنفسي؛ ونظرا إلى أنني لم أجد عرضا مناسبا خلال هذه الفترة، قررت أن أتحمل إنتاج الألبوم بنفسي، وكنت متحمسا لذلك؛ لأنها لم تكن التجربة الأولى، وبدأت التحضير للألبوم الجديد «حظي من السما»، واستغرق ذلك فترة طويلة لضمان نجاح التجربة.
وداعاً روتانا
وما سبب انفصالك عن روتانا في هذا التوقيت؟
شعرت بعدم الراحة وانعدام المساواة بين المطربين، فهي تكيل بمكالين، حيث تعمد مسؤولو روتانا تمييز مطربين من حيث العائد المادي أو الدعاية على حساب آخرين، فكان ذلك سببا كافيا لترك هذا الأسلوب في التعامل الذي لا يليق بأي مطرب له تاريخ.
لكن هناك مَن أعلن أن قرار روتانا بتصفية عدد كبير من المطربين هو سبب فسخ تعاقدك؟
هذا الأمر ليس صحيحا، فقد اتخذت هذا القرار، وفضلت إيقاف التعاون مع روتانا إلى الأبد، أما عن قرار تصفية المطربين، فلا علم لي به، ولا يعنيني، بل يعني الشركة.
وهل ستكون ألبوماتك المقبلة من إنتاجك الشخصي أيضاً؟
بالتأكيد؛ لأن المشكلة أنه لم يعد هناك إنتاج بعد انهيار السوق، وأعتقد بأن الوضع يزداد سوءًا، إذا لم نضع حدا للمشكلات التي تواجه سوق الغناء، وعلى رأسها مشكلة قرصنة الأغنيات عبر الإنترنت، فمعظم المطربين - حاليا - يتجهون نحو الإنتاج الشخصي، وقد لا يستمرون في ذلك.
ملحن مطرب للتوفير
ولكن ما رأيك في حالة النشاط الإنتاجي لملحنين احترفوا الغناء؟
هذا أسلوب جديد يتبعه بعض المنتجين - حاليا - للحفاظ على وجودهم داخل السوق بالاعتماد على بعض الملحنين أصحاب الصوت الجيد لإنتاج ألبومات غنائية بتكلفة أقل؛ حيث يتولى الملحن المطرب مسؤولية تلحين كل أغنيات الألبوم دون مقابل، بمعنى أوضح أن يوفر للمنتج بعض النفقات المادية مقابل إنتاج الألبوم، وفي مقابل ذلك أيضا يحصل المنتج منه على نسبة معينة من أجره في الحفلات، وبهذا يستطيع المنتج على المدى الطويل تعويض ما أنفقه على الألبوم.
ألم تفكر في تقديم عمل للدراما التلفزيونية لتبتعد عن أزمة الغناء الحالية؟
ليست لدي أية مشكلات في العمل للتلفزيون، ولقد عُرض عليّ منذ فترة عملان، وقبلت أحدهما، وهو بعنوان «هرمونيا» من إخراج هاني إسماعيل، لكن بعد جلسات عدة قضيناها في الاتفاق على بعض تفاصيل العمل فوجئنا بتوقف العمل بشكل مفاجئ، والطريف أنني لا أعلم عنه شيئا حتى هذه اللحظة، لكنها تبدو مشكلات متعلقة بالإنتاج.
صرحت قبل ذلك بأنك تتمنى أن تقدم مسلسلاً عن الفنانة الراحلة ماري منيب.. فهل هناك أي تخطيط لذلك؟
لم أقل ذلك، فحقيقة الأمر أنني كنت أجيب عن سؤال وُجه إليّ في ندوة حول تقديم عمل عن حياة ماري منيب، فقلت إنني لا أُمانع في تقديم العمل، وقلت إنني سأكون قي قمة سعادتي لو حدث ذلك، لكنني لم أطالب أحدا بتنفيذ المشروع كما ردد البعض، ولم أسع وراءه بأي شكل من الأشكال.
هل فكرت في تبني هذا المشروع بعد انتهائك من الأرشيف الفني الخاص بها؟
لست ماهرا في فن الكتابة كي أتحمل مسؤولية عمل كهذا، فقد تكون لديّ خلفية عن البناء الدرامي، لكن لا أستطيع الإقدام على هذه الخطوة بمفردي، فمن الممكن أن أشارك في توفير المادة المعلوماتية عن تاريخ وحياة جدتي.
وهذا ما حدث بالفعل، فمنذ أسبوع تقريبا فوجئت باتصال تليفوني من قبل اثنين من المؤلفين الشباب عرفت أن لديهما معالجة درامية لعمل تلفزيوني عن حياة ماري منيب، وتم الاتفاق بيننا على تحديد موعد لمناقشة الموضوع والعمل عليه، وأعتقد بأن ماري منيب ستكون قريباً على شاشة التلفزيون.
مَن الفنانة التي ترى أنها الأنسب للقيام بشخصية ماري منيب؟
مسألة الترشيح ليست بيدي، لكن أعتقد بأن هناك عددا لا بأس به من الفنانات اللاتي يستطعن تقديم الشخصية، منهن على سبيل المثال الفنانة عبلة كامل، أو رجاء الجداوي، أو ماجدة زكي.
ما سر ابتعادك عن السينما طوال الفترة الفائتة؟
كنت أبحث عن مواصفات معينة في الأعمال التي تُعرض عليَّ، فالفكرة التي يطرحها العمل أهم من أي شيء بصرف النظر عن مسألة الاحتفاظ بالأضواء، فمثل هذه الأمور لا تعنيني؛ لأنني قدمت أعمالاً كثيرة تكفيني كرصيد سينمائي إذا لم أجد العمل الذي يرضيني.
هل يعني هذا أنك لم تقاطع السينما؟
أنا مستمر في السينما؛ لأنها الأنسب حاليا، ولديّ عمل سينمائي في الفترة الحالية، يأتي في قالب الأكشن يطرح قضايا مجتمعية مثل الإرهاب، والصراع القائم بين الخير والشر في هذه الحياة، فالتجربة جديدة مع مخرج جديد، وهو محمد كمال الشناوي، وقد توصلنا معا لموضوع الفيلم، وانتهينا أخيرا من كتابة السيناريو، وتم الاتفاق بشكل مبدئي مع فريق العمل المشارك، ومن المقرر البدء في تنفيذه خلال الفترة المقبلة.
مع تحياتي
عامر منيب: تفاصيل حياة ماري منيب درس لأجيال السينما
يستعيد الفنان عامر منيب نشاطه بعد عزلة قضاها في إعداد أرشيف فني خاص بأعماله، الأمر الذي أبعده عن الغناء لفترة اقتربت من ال3 أعوام، كان خلالها يُعد ألبوما غنائيا في ظل إنتاج خاص، بعد قراره بالابتعاد عن روتانا.
إضافة إلى الإعداد لفيلم سينمائي مع المخرج محمد كمال الشناوي، انشغالات كثيرة لدى عامر هذه الأيام، فبين مراحل تنفيذ أعماله الغنائية والسينمائية، يعقد جلسات عمل مع مؤلفين لإعداد دراما تلفزيونية عن جدته الراحلة الفنانة مارى منيب؛ تفاصيل أخرى خلال هذا الحوار.بدأ عامر حواره ل«الحواس الخمس» بالحديث عن أرشيفه الفني الذي يُحضّر له، ويضم فيه رحلته الفنية التي بدأت منذ نحو 20 عاما، ويقول: «كان عشقي لجدتي الفنانة الراحلة ماري منيب هو الدافع لإنجاز المشروع المتعلق بأرشيفي الفني، فقد عشت أعواما أبحث عن تفاصيل حياتها بصعوبة شديدة.إلى أن تمكَّنت من جمع كل المعلومات الخاصة بها في مادة إعلامية مدعَّمة ببعض الصور النادرة لها تجمعها بفرقتها المسرحية، وصور أخرى تضمها مع أفراد عائلتها، وقمت بإهداء جزء من هذا الأرشيف إلى مهرجان أوسكار السينما المصرية في دورته الأخيرة؛ حيث تم تكريم ماري منيب كأحد رموز السينما المصرية».***هل صعوبة جمع المعلومات عن ماري منيب أخافتك من تكرار الأزمة معك بعد زمن طويل؟>>>أنا بطبيعتي منظم ودقيق، خصوصا في ما يتعلق بأمور عملي، ومنذ بداية مشواري أجمع كل ما يتعلق بأعمالي، وأحفظه بالوسائل المتاحة في ذلك الوقت، لكن خلال الأعوام الأخيرة أهملت هذا الأمر؛ بسبب انشغالي بالعمل، إلى أن عُدت لما كنت عليه، فكان لابد من استغلال التطور التكنولوجي.فأعدت حفظ كل ما يتعلق بعملي في شكل أرشيف إلكتروني يسهل التعامل معه، ولا شك في أن الرحلة الُمضنية للبحث عن تفاصيل حياة ماري منيب كانت درسا تعلمت منه؛ لكي أوفر لأبنائي من بعدي كل ما يتعلق بحياتي الفنية؛ كي أجنِّبهم مشقة جمعه.
وهل كان من بين أغراض هذا الأرشيف الإعداد لكتابة مذكراتك؟
عندما اتخذت هذا القرار لم أفكر في شيء إلا أسرتي من بعدي، فليس في حساباتي فكرة كتابة مذكرات، فقط جمعت أعمالي وبعض التفاصيل المتعلقة بي، إضافة إلى بعض المواد الإعلامية والصحافية التي تحدثت عني خلال مشواري مع الفن، وعلى الجانب الشخصي يضم الأرشيف بعض الصور الفوتوغرافية لأسرتي، ومن بينها صور جمعتني بجدتي وأفراد العائلة.
رد الجميل
هل استعنت بأحد في تنفيذ هذا المشروع؟ وإلى أية مرحلة وصل الأمر؟
لم أستعن بأحد، فقد حرصت على تنفيذ كل خطوة فيه بنفسي، خصوصا في الجزء الخاص بي، أما ما يتعلق بالجانب الخاص بجدتي ماري منيب.
فقد استعنت ببعض أفراد العائلة المقيمين بالخارج ممن يكبرونني في العمر؛ حيث كانت لديهم معلومات أكثر عن حياتها وتاريخها الفني؛ سواء كانت صورا أو معلومات مكتوبة، وحاليا أنا على وشك الانتهاء منه، وتمكنت على الرغم من المجهود الشاق الذي بذلته من أن أقدم شيئا ولو بسيطا إلى جدتي الفنانة ماري منيب.
لن أعتزل
قيل إنك ستعتزل بسبب هبوط مستوى الغناء، هل هذا صحيح؟
لست مؤمنا بفكرة اعتزال الفن من الأساس، ولا أفكر في هذا القرار؛ لأنني لست لاعب كرة لو تقدم بي العمر ابتعدت، فهذا غير منطقي، فلم نسمع يوما أن أم كلثوم لم تعد تصلح للغناء، وستعتزل بسبب تقدمها في العمر، فالموهبة لا تموت.
لكنني لا أُنكر استيائي مما وصل إليه حال الغناء العربي؛ لذلك قررت الابتعاد لفترة محدودة، لكنني لم أعتزل، فالفن ليس وظيفة يمكنني تغييرها في أي وقت، وقد يكون وراء هذا الكلام فترة البعد الأخيرة، لكن الإعداد لألبوم قوي، والفيلم المختلف، والأرشيف الخاص أبعدني لفترة طالت بعض الشيء، لكنني لم أعتزل، ولن.
بعد فترة ابتعاد عن الغناء، هل هناك بوادر عودة غنائية بألبومات جديدة؟
لا أزال في مرحلة الاستماع إلى أغنيات وألحان جديدة للاستقرار على الاختيارات التي سيضمها الألبوم، ولست متعجلاً في هذه الخطوة، فكلنا نعلم جيدا الخسائر المادية التي تواجه أي ألبوم جديد بالسوق، ففي الفترات السابقة كانت هناك حالة نشاط داخل السوق، وكان كل المطربين تقريبا يصدرون ألبوما كل عام، لكن الأمر اختلف حاليا، فلم تعد هناك مبيعات تُذكر لأي ألبوم في ظل الإنترنت، والتدهور الملموس في سوق الأغنية.
هل هناك شكل أو لون غنائي معين تود تقديمه خلال الألبوم المقبل؟
مشكلتي الوحيدة أنني لا أستطيع تحديد اللون الغنائي الذي سأقدمه؛ لأنني اعتدت أن أترك نفسي للأغنية التي تجذبني فكرتها؛ لذلك لا أشغل نفسي بالبحث عن فكرة معينة لأقدمها، فكما يقال «العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه».
معروف عنك اهتمامك وحرصك الشديد في التعاون مع الملحنين والشعراء الجدد.. فما سر ذلك؟
لم أكن أقصد ذلك منذ البداية، فلست مكتشف مواهب كما يردد البعض، لكنني أترك نفسي للأغنية التي تجذبني دون النظر إلى القائمين عليها من ملحن إلى شاعر أو موزع، سواء كانوا محترفين أم هواة، وذلك لأنني اعتدت البحث عن الجديد، ولا أملُّ من الاستماع إلى تجارب كثيرة، ولا أتردد في قبول العمل الجيد مهما كانت مكانة صاحبه في الوسط.
على طريقة فيروز
هل كنت تقصد أن يضم ألبومك «حظي من السما» أغنية «جيت على بالي» التي كانت أقرب إلى أغنيات فيروز من حيث الألحان والتوزيعات؟
ظهور الأغنية بهذا الشكل كان لعبة توزيع موسيقي أعد الأغنية بهذا الشكل، وكان لابد من تقديمها بهذا الأسلوب، خصوصا أنني عاشق لمثل هذه الأغنيات والجمل الموسيقية التي قدمها عمالقة الغناء وأصحاب المدارس الموسيقية العريقة؛ لأنني تأثرت بهم كثيرا، ولكنني أود أن أوضح أن التشابه أو التقارب هنا لم يكن نتيجة لتشابه لحن الأغنية بلحن أغنية أخرى قديمة.
لكنها طبيعة اللون الموسيقي الذي تميزت به الأغنيات الفيروزية، وغيرها من الأغنيات القديمة، وذلك من خلال استعمال الآلات الموسيقية والجمل اللحنية الشرقية التي استُخدمت في توزيع الأغنية.
هل ترى أنه من المفيد عودة هذه الألوان الموسيقية من جديد؟
نحن في حاجة إلى هذه الأغنيات، فهي روح الموسيقى الشرقية التي نشأنا عليها، ولابد أن نعيد الاهتمام بها من جديد مع احترامي للألوان الموسيقية الغربية ومستخدميها.
لقد امتدت فترة التحضير لهذا الألبوم لما يقرب من ثلاثة أعوام، فما السبب؟
بعد طرح ألبومي قبل الأخير «كل ثانية معاك» الذي شهد آخر تعاون بيني وشركة «روتانا» قررت تأجيل التفكير في مسألة التحضير للألبوم الجديد لمدة عام تقريبا لدراسة حال السوق الغنائية، وللاستقرار على أمرين.
إما الاتجاه إلى شركة إنتاج أخرى، أو أن أتحمل مسؤولية الإنتاج لنفسي؛ ونظرا إلى أنني لم أجد عرضا مناسبا خلال هذه الفترة، قررت أن أتحمل إنتاج الألبوم بنفسي، وكنت متحمسا لذلك؛ لأنها لم تكن التجربة الأولى، وبدأت التحضير للألبوم الجديد «حظي من السما»، واستغرق ذلك فترة طويلة لضمان نجاح التجربة.
وداعاً روتانا
وما سبب انفصالك عن روتانا في هذا التوقيت؟
شعرت بعدم الراحة وانعدام المساواة بين المطربين، فهي تكيل بمكالين، حيث تعمد مسؤولو روتانا تمييز مطربين من حيث العائد المادي أو الدعاية على حساب آخرين، فكان ذلك سببا كافيا لترك هذا الأسلوب في التعامل الذي لا يليق بأي مطرب له تاريخ.
لكن هناك مَن أعلن أن قرار روتانا بتصفية عدد كبير من المطربين هو سبب فسخ تعاقدك؟
هذا الأمر ليس صحيحا، فقد اتخذت هذا القرار، وفضلت إيقاف التعاون مع روتانا إلى الأبد، أما عن قرار تصفية المطربين، فلا علم لي به، ولا يعنيني، بل يعني الشركة.
وهل ستكون ألبوماتك المقبلة من إنتاجك الشخصي أيضاً؟
بالتأكيد؛ لأن المشكلة أنه لم يعد هناك إنتاج بعد انهيار السوق، وأعتقد بأن الوضع يزداد سوءًا، إذا لم نضع حدا للمشكلات التي تواجه سوق الغناء، وعلى رأسها مشكلة قرصنة الأغنيات عبر الإنترنت، فمعظم المطربين - حاليا - يتجهون نحو الإنتاج الشخصي، وقد لا يستمرون في ذلك.
ملحن مطرب للتوفير
ولكن ما رأيك في حالة النشاط الإنتاجي لملحنين احترفوا الغناء؟
هذا أسلوب جديد يتبعه بعض المنتجين - حاليا - للحفاظ على وجودهم داخل السوق بالاعتماد على بعض الملحنين أصحاب الصوت الجيد لإنتاج ألبومات غنائية بتكلفة أقل؛ حيث يتولى الملحن المطرب مسؤولية تلحين كل أغنيات الألبوم دون مقابل، بمعنى أوضح أن يوفر للمنتج بعض النفقات المادية مقابل إنتاج الألبوم، وفي مقابل ذلك أيضا يحصل المنتج منه على نسبة معينة من أجره في الحفلات، وبهذا يستطيع المنتج على المدى الطويل تعويض ما أنفقه على الألبوم.
ألم تفكر في تقديم عمل للدراما التلفزيونية لتبتعد عن أزمة الغناء الحالية؟
ليست لدي أية مشكلات في العمل للتلفزيون، ولقد عُرض عليّ منذ فترة عملان، وقبلت أحدهما، وهو بعنوان «هرمونيا» من إخراج هاني إسماعيل، لكن بعد جلسات عدة قضيناها في الاتفاق على بعض تفاصيل العمل فوجئنا بتوقف العمل بشكل مفاجئ، والطريف أنني لا أعلم عنه شيئا حتى هذه اللحظة، لكنها تبدو مشكلات متعلقة بالإنتاج.
صرحت قبل ذلك بأنك تتمنى أن تقدم مسلسلاً عن الفنانة الراحلة ماري منيب.. فهل هناك أي تخطيط لذلك؟
لم أقل ذلك، فحقيقة الأمر أنني كنت أجيب عن سؤال وُجه إليّ في ندوة حول تقديم عمل عن حياة ماري منيب، فقلت إنني لا أُمانع في تقديم العمل، وقلت إنني سأكون قي قمة سعادتي لو حدث ذلك، لكنني لم أطالب أحدا بتنفيذ المشروع كما ردد البعض، ولم أسع وراءه بأي شكل من الأشكال.
هل فكرت في تبني هذا المشروع بعد انتهائك من الأرشيف الفني الخاص بها؟
لست ماهرا في فن الكتابة كي أتحمل مسؤولية عمل كهذا، فقد تكون لديّ خلفية عن البناء الدرامي، لكن لا أستطيع الإقدام على هذه الخطوة بمفردي، فمن الممكن أن أشارك في توفير المادة المعلوماتية عن تاريخ وحياة جدتي.
وهذا ما حدث بالفعل، فمنذ أسبوع تقريبا فوجئت باتصال تليفوني من قبل اثنين من المؤلفين الشباب عرفت أن لديهما معالجة درامية لعمل تلفزيوني عن حياة ماري منيب، وتم الاتفاق بيننا على تحديد موعد لمناقشة الموضوع والعمل عليه، وأعتقد بأن ماري منيب ستكون قريباً على شاشة التلفزيون.
مَن الفنانة التي ترى أنها الأنسب للقيام بشخصية ماري منيب؟
مسألة الترشيح ليست بيدي، لكن أعتقد بأن هناك عددا لا بأس به من الفنانات اللاتي يستطعن تقديم الشخصية، منهن على سبيل المثال الفنانة عبلة كامل، أو رجاء الجداوي، أو ماجدة زكي.
ما سر ابتعادك عن السينما طوال الفترة الفائتة؟
كنت أبحث عن مواصفات معينة في الأعمال التي تُعرض عليَّ، فالفكرة التي يطرحها العمل أهم من أي شيء بصرف النظر عن مسألة الاحتفاظ بالأضواء، فمثل هذه الأمور لا تعنيني؛ لأنني قدمت أعمالاً كثيرة تكفيني كرصيد سينمائي إذا لم أجد العمل الذي يرضيني.
هل يعني هذا أنك لم تقاطع السينما؟
أنا مستمر في السينما؛ لأنها الأنسب حاليا، ولديّ عمل سينمائي في الفترة الحالية، يأتي في قالب الأكشن يطرح قضايا مجتمعية مثل الإرهاب، والصراع القائم بين الخير والشر في هذه الحياة، فالتجربة جديدة مع مخرج جديد، وهو محمد كمال الشناوي، وقد توصلنا معا لموضوع الفيلم، وانتهينا أخيرا من كتابة السيناريو، وتم الاتفاق بشكل مبدئي مع فريق العمل المشارك، ومن المقرر البدء في تنفيذه خلال الفترة المقبلة.
مع تحياتي