فنان شهير، وقامة فنية لها اسمها وتاريخها بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا على بعض أعماله..
بدأ كـ"هلفوت" ثم تحول لـ"واد" قبل أن يصبح "الزعيم" في نظر جمهوره ومحبيه؛ لكنه في مشواره الفني الطويل استطاع أن يكتسب عداء الكثيرين عن مواقف بعضها يحسب له مثل كشف فساد الناس الكبار، والحرب على الإرهاب والمتطرفين، والبعض الآخر يحسب عليه مثل المشاهد الساخنة، وعادة ضرب الصدور والمؤخرات، والسخرية المبالغ فيها من الملتزمين، بخلاف تصريحاته الشخصية الموالية لنظام مبارك الأب والابن بشكل مبالغ فيه يراه البعض نفاقا وتملقا للسلطة.
الخبر: تأييد الحكم الصادر ضده بالحبس ثلاثة شهور بتهمة ازدراء الأديان
بعد كل هذا المشوار الحافل بالأعمال الفنية التي أجازتها هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا؛ زعم أحدهم أن عادل إمام أساء إلى الدين الإسلامي في مُجمل أعماله السينمائية والمسرحية؛ ومن بينها أفلام: "حسن ومرقص"، و"عمارة يعقوبيان"، و"الواد محروس بتاع الوزير"، و"مرجان أحمد مرجان"، و"طيور الظلام"، و"الإرهاب والكباب"، و"الإرهابي"، ومسرحيتي: "الزعيم" و"شاهد ما شفش حاجة"؛ ليتم الحكم على عادل إمام بأثر رجعي بعد مرور كل هذه السنوات التي لم يتحرك فيها أحد من المتحدثين باسم الدين؛ وكأنهم كانوا نياما في الكهف واستيقظوا للتو، في حين أذاعت قنوات التليفزيون الرسمي للدولة، وفضائيات مصرية وعربية هذه الأعمال، وما زالت تذيعها دون أن يحاكمها أحد على بث أعمال فنية تسيء للدين الإسلامي.
ظرف الزمان: 24 إبريل
ظرف المكان: محكمة جنح الهرم
السؤال: لماذا نُحاكِم عادل إمام بتهمة الإساءة للدين الإسلامي ولا نحاكم "البلكيمي" و"أبو إسماعيل" بنفس التهمة؟
فالمعروف أن الفنان مهما كان حجمه واسمه؛ ما هو إلا أداة تنفذ تعليمات المخرج، وتقول كلمات المؤلف الذي يتبنى القضية ويفجّرها في العمل الفني الذي يكتبه، والمعروف أيضا أن جميعهم لا يشترك في صنع أي عمل فني إلا بعد عرضه على الرقابة على المصنفات الفنية التي لا تسمح بتمريره إلى الجمهور إلا إذا كان لا يخالف القانون.. فكيف يحكم هذا القانون على الفنان بالحبس، ويتم اختصار الجرم في شخصه؛ رغم أنه مؤدٍ لرؤية المؤلف وتعليمات المخرج، في حين أن القانون أصلا هو الذي منحه الإذن بتمرير عمله الفني إلى الجمهور من خلال الرقابة على المصنفات الفنية؟!
ابتسم يا عزيزي.. فأنت في مصر البلد التي تتناقض قوانينها، ليعطيك أحدها حق الإبداع، ثم يضعك الآخر خلف القضبان؛ لكنها في الوقت نفسه لا تحاسبك بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي لو كنت نائبا في مجلس الشعب ومنتميا لحزب إسلامي يعتنق أفكارا سلفية، ثم قمت بإجراء جراحة تجميل في أنفك، وكذبت على الحكومة والشعب، وافتعلت بلاغا كاذبا يحرمه الإسلام، ادعيت فيه أن بعضهم قد هاجمك وسرق منك حقيبة بها مائة ألف جنيه؛ لتتسبب بعد انكشاف أمرك وذيوع فضيحتك في تقليل شأن الإسلام الذي تتحدث باسمه، والحزب الإسلامي الذي تنتمي إليه، والنواب الإسلاميين الذين وجدت باقي القوى السياسية ثغرة للنفاذ إليهم ومهاجمتهم من خلالك.
ابتسم يا عزيزي.. فأنت في مصر التي ينظر البعض فيها للفن باعتباره أداة إفساد وتضليل تهاجم الدين والمتدينين، وتظهرهم بما ليس فيهم على الشاشات، ثم يلتف هؤلاء البعض حول مرشح رئاسي إسلامي يجذب ملايين المسلمين خلفه بشعاراته الإسلامية الرنانة مؤكدا "سنحيا كراما"، باعتباره سيطبق شريعة الله، فإذا به يقوم بالتوقيع على أنه من أب وأم مصريين ولا يحمل أي منهما جنسية أخرى، ثم تثبت الخارجية المصرية بالأوراق أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، فيـُـكذب الأوراق ويؤكد أنه لديه أوراقا تثبت سلامة موقفه؛ لكنه سيظهرها في الوقت المناسب دون أن يأتي هذا الوقت أبدا، فإذا بالحكماء والعقلاء يطالبونه بتهدئة أتباعه وأنصاره، وتغليب مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية؛ فيرفض ويكابر ويشغل البلد كلها بقضيته بدلا من أن يشغل هو باله بقضايا المصريين الذي يريد أن يحكمهم، فيطالبه الشيخ ياسر برهامي بإظهار "الجرين كارد" الخاص بوالدته على الملأ حتى يثبت سلامة موقفه وينفي الجنسية الأمريكية عنها.. فيصمت ويتسبب بعناده ومراوغته في المزيد من الإساءة للإسلام والمسلمين لا على الشاشات مثل عادل إمام؛ بل على أرض الواقع بشكل مؤكد، دون أن يحاكمه أحد بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي.
أتمنى أن يعترض أحدهم مؤكدا أن الإسلام شيء وأفعال البلكيمي وأبو إسماعيل شيء آخر، وبالتالي لا يجب أن نحاكمهم بتهمة الإساءة للدين الإسلامي؛ لأن الإسلام أكبر من أن يمثله أشخاص، لأرد عليه قائلا: "وبالمثل هجوم عادل إمام على المتطرفين دينيا في أعماله الفنية ليس معناه الهجوم على الإسلام؛ لأن الإسلام شيء، والمسلمون شيء آخر، سواء كانوا متطرفين، أو كاذبين، أو فنانين".
بدأ كـ"هلفوت" ثم تحول لـ"واد" قبل أن يصبح "الزعيم" في نظر جمهوره ومحبيه؛ لكنه في مشواره الفني الطويل استطاع أن يكتسب عداء الكثيرين عن مواقف بعضها يحسب له مثل كشف فساد الناس الكبار، والحرب على الإرهاب والمتطرفين، والبعض الآخر يحسب عليه مثل المشاهد الساخنة، وعادة ضرب الصدور والمؤخرات، والسخرية المبالغ فيها من الملتزمين، بخلاف تصريحاته الشخصية الموالية لنظام مبارك الأب والابن بشكل مبالغ فيه يراه البعض نفاقا وتملقا للسلطة.
الخبر: تأييد الحكم الصادر ضده بالحبس ثلاثة شهور بتهمة ازدراء الأديان
بعد كل هذا المشوار الحافل بالأعمال الفنية التي أجازتها هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا؛ زعم أحدهم أن عادل إمام أساء إلى الدين الإسلامي في مُجمل أعماله السينمائية والمسرحية؛ ومن بينها أفلام: "حسن ومرقص"، و"عمارة يعقوبيان"، و"الواد محروس بتاع الوزير"، و"مرجان أحمد مرجان"، و"طيور الظلام"، و"الإرهاب والكباب"، و"الإرهابي"، ومسرحيتي: "الزعيم" و"شاهد ما شفش حاجة"؛ ليتم الحكم على عادل إمام بأثر رجعي بعد مرور كل هذه السنوات التي لم يتحرك فيها أحد من المتحدثين باسم الدين؛ وكأنهم كانوا نياما في الكهف واستيقظوا للتو، في حين أذاعت قنوات التليفزيون الرسمي للدولة، وفضائيات مصرية وعربية هذه الأعمال، وما زالت تذيعها دون أن يحاكمها أحد على بث أعمال فنية تسيء للدين الإسلامي.
ظرف الزمان: 24 إبريل
ظرف المكان: محكمة جنح الهرم
السؤال: لماذا نُحاكِم عادل إمام بتهمة الإساءة للدين الإسلامي ولا نحاكم "البلكيمي" و"أبو إسماعيل" بنفس التهمة؟
فالمعروف أن الفنان مهما كان حجمه واسمه؛ ما هو إلا أداة تنفذ تعليمات المخرج، وتقول كلمات المؤلف الذي يتبنى القضية ويفجّرها في العمل الفني الذي يكتبه، والمعروف أيضا أن جميعهم لا يشترك في صنع أي عمل فني إلا بعد عرضه على الرقابة على المصنفات الفنية التي لا تسمح بتمريره إلى الجمهور إلا إذا كان لا يخالف القانون.. فكيف يحكم هذا القانون على الفنان بالحبس، ويتم اختصار الجرم في شخصه؛ رغم أنه مؤدٍ لرؤية المؤلف وتعليمات المخرج، في حين أن القانون أصلا هو الذي منحه الإذن بتمرير عمله الفني إلى الجمهور من خلال الرقابة على المصنفات الفنية؟!
ابتسم يا عزيزي.. فأنت في مصر البلد التي تتناقض قوانينها، ليعطيك أحدها حق الإبداع، ثم يضعك الآخر خلف القضبان؛ لكنها في الوقت نفسه لا تحاسبك بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي لو كنت نائبا في مجلس الشعب ومنتميا لحزب إسلامي يعتنق أفكارا سلفية، ثم قمت بإجراء جراحة تجميل في أنفك، وكذبت على الحكومة والشعب، وافتعلت بلاغا كاذبا يحرمه الإسلام، ادعيت فيه أن بعضهم قد هاجمك وسرق منك حقيبة بها مائة ألف جنيه؛ لتتسبب بعد انكشاف أمرك وذيوع فضيحتك في تقليل شأن الإسلام الذي تتحدث باسمه، والحزب الإسلامي الذي تنتمي إليه، والنواب الإسلاميين الذين وجدت باقي القوى السياسية ثغرة للنفاذ إليهم ومهاجمتهم من خلالك.
ابتسم يا عزيزي.. فأنت في مصر التي ينظر البعض فيها للفن باعتباره أداة إفساد وتضليل تهاجم الدين والمتدينين، وتظهرهم بما ليس فيهم على الشاشات، ثم يلتف هؤلاء البعض حول مرشح رئاسي إسلامي يجذب ملايين المسلمين خلفه بشعاراته الإسلامية الرنانة مؤكدا "سنحيا كراما"، باعتباره سيطبق شريعة الله، فإذا به يقوم بالتوقيع على أنه من أب وأم مصريين ولا يحمل أي منهما جنسية أخرى، ثم تثبت الخارجية المصرية بالأوراق أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية، فيـُـكذب الأوراق ويؤكد أنه لديه أوراقا تثبت سلامة موقفه؛ لكنه سيظهرها في الوقت المناسب دون أن يأتي هذا الوقت أبدا، فإذا بالحكماء والعقلاء يطالبونه بتهدئة أتباعه وأنصاره، وتغليب مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية؛ فيرفض ويكابر ويشغل البلد كلها بقضيته بدلا من أن يشغل هو باله بقضايا المصريين الذي يريد أن يحكمهم، فيطالبه الشيخ ياسر برهامي بإظهار "الجرين كارد" الخاص بوالدته على الملأ حتى يثبت سلامة موقفه وينفي الجنسية الأمريكية عنها.. فيصمت ويتسبب بعناده ومراوغته في المزيد من الإساءة للإسلام والمسلمين لا على الشاشات مثل عادل إمام؛ بل على أرض الواقع بشكل مؤكد، دون أن يحاكمه أحد بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي.
أتمنى أن يعترض أحدهم مؤكدا أن الإسلام شيء وأفعال البلكيمي وأبو إسماعيل شيء آخر، وبالتالي لا يجب أن نحاكمهم بتهمة الإساءة للدين الإسلامي؛ لأن الإسلام أكبر من أن يمثله أشخاص، لأرد عليه قائلا: "وبالمثل هجوم عادل إمام على المتطرفين دينيا في أعماله الفنية ليس معناه الهجوم على الإسلام؛ لأن الإسلام شيء، والمسلمون شيء آخر، سواء كانوا متطرفين، أو كاذبين، أو فنانين".