كان حكم القضاء المصري بحبس الممثل عادل إمام 3 أشهر بتهمة ازدراء الأديان على خلفية تقديمه عددا من الشخصيات الإسلامية المتدينة العنيفة المتعصّبة، وهو ما أعطى فكرة عامة عن الإسلام والمسلمين -بحسب اعتقاد البعض- بأنه دين تعصّب وأهله أهل عنف وتشدّد، متباينا في وقعه على الجميع.
ولكن على الرغم من اختلاف ردود الأفعال؛ فإن أغلبية لا بأس بها رأت في هذا الحكم نصرا وعودة للأمور كسابق عهدها، وانتقاما من فنان استغلّ نظاما بأكمله كان يكره الإسلاميين فعام على نفس موجتهم وأسرف في سبّهم ولعنهم وتشويههم.
ولكن فرضية أن عادل إمام هو فنان استغلّ النظام من أجل تشويه صورة المسلمين والإسلام تحتاج إلى التوقّف بعيدا عن التحزب أو الانضمام لفريق مع وآخر ضد؛ حيث طرح عدد من التساؤلات في هذه الحالة ربما يكون مفيدا في استجلاء نقاط غير واضحة.
السؤال الأول:
هل كان عادل إمام ممثّلا مغمورا يعمل أسفل بير سلم الفن والفنانين؟ الإجابة بالقطع هي لا، لقد كان نجم الشاشة الأولى، ومعدّلات المشاهدة لأفلامه هي الأعلى من بين أقرانه، وهو ما ينقلنا لسؤال آخر أهم.
هل كان المصريون يكرهون الإسلاميين ويتعاطفون مع محاولات عادل إمام السينمائية لتشويههم؟ هل كان الآلاف الذين يتابعونه ويضحكون من قلبهم متواطئين ومتفقين معه في تقديم الإسلامي الإرهابي وليس ذلك المعتدل المتدين في الوقت نفسه؟
إذن فقد شارك المصريون في تلك الجريمة، فليصدر القضاء بحكمه على كل مَن جعل من عادل إمام شيئا؛ فليعاقبنا القضاء المصري؛ لأننا أعطيناه الفرصة لتشويه الإسلام والمسلمين، وهل كان بدوننا ليصبح شيئا؟ وهل كان بدوننا ليرفع إخوتنا في الله ضده قضية ازدراء الأديان؟ إذن فنحن مدانون بالدرجة ذاتها وليضعنا القضاء معه في ذات القفص.
السؤال الثاني:
إذا كان عادل إمام قد شارك بشكل غير مباشر في تشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال أعماله الفنية على مدار أعوام؛ فقد فعل النائب السلفي أنور البلكيمي الأمر نفسه ولكن بصورة مباشرة، وليس في الواقع الافتراضي بل في العالم الحقيقي؛ فكذب واستمرّ في كذبه لفترة من الوقت، ونتج عن كذبه مفسدة، لماذا لم نضعه وقتها في القفص وقد ارتكب إثما حقيقيا يُعاقب عليه القانون؟
السؤال الثالث:
ألم يقدّم عادل إمام شخصية مواطن مصري مسلم يحاول الإصلاح وتغيير الوطن للأفضل، ويغيّر من القهر الذي يتعرّض له؟ ألم يكُن هو نفسه ذلك المسلم الصالح في "كراكون في الشارع"، ألم يكُن هو ذلك المعذّب ضحية الظروف في فيلم "المنسي"، أم إنكم لا تعرفون من المسلمين سوى أصحاب اللحى؟
علّمونا في المدارس أن السيف لا يُشهَر أمامه سوى السيف، وأن القلم لا يرفع أمامه سوى القلم، وهكذا هو الإبداع لا يُواجه إلا بإبداع مشابه؛ فلتردّ على التشويه بذكر الحقيقة، فلتنتج أفلاما تقدّم المسلم المتدين الحقيقي الذي لا يقدّم تكشيرته على كلامه، ولا يحمل سلاحا في وجه أبرياء، ويُفكّر في أشياء أخرى تتجاوز ما بين فخذيه، لا ترفع سيفك في وجه مَن يهاجمك بقلم، وعادل إمام كان يُواجهكم بالفن فعجزتم عن محاربته بالسلاح ذاته، وحوّلتم ما بينكم من عداء فني لعداء في الواقع.
وإذا كان محاكمة هذا الرجل ضرورة؛ فلنحاكم معه المصريين الذين بايعوه في قاعات السينما، ووافقوا على ما قدّمه لصورة المسلم المتعصب، وهو في ذلك لا يعبّر عن نجاحه بقدر ما يعبّر عن فشلكم في الدفاع عن المسلم المعتجل بفن مشابه، لقد ملأ عادل إمام مساحات الفراغ التي خلفتموها فبدا ناجحا وبدوتم فاشلين، وعوضا عن إثبات النجاح بالوسائل ذاتها لجأتم للقضاء لكي تحسموا معركة افتراضية في الواقع الحقيقي.
إذا كان لا بد وأن تحاكموه فلتحاكمونا ولتحاكموا البلكيمي وغيرهم كثيرون، ولكن تذكّروا في اللحظة التي تضعون فيها الأصفاد حول معاصمنا أن السجن لا يغيّر العقول، وسيبقى الفكر قائما وصورتكم مشوها، وستبدون كطبيب حاول إنقاذ الجنين بقتل الأم ففقد كليهما.
ولكن على الرغم من اختلاف ردود الأفعال؛ فإن أغلبية لا بأس بها رأت في هذا الحكم نصرا وعودة للأمور كسابق عهدها، وانتقاما من فنان استغلّ نظاما بأكمله كان يكره الإسلاميين فعام على نفس موجتهم وأسرف في سبّهم ولعنهم وتشويههم.
ولكن فرضية أن عادل إمام هو فنان استغلّ النظام من أجل تشويه صورة المسلمين والإسلام تحتاج إلى التوقّف بعيدا عن التحزب أو الانضمام لفريق مع وآخر ضد؛ حيث طرح عدد من التساؤلات في هذه الحالة ربما يكون مفيدا في استجلاء نقاط غير واضحة.
السؤال الأول:
هل كان عادل إمام ممثّلا مغمورا يعمل أسفل بير سلم الفن والفنانين؟ الإجابة بالقطع هي لا، لقد كان نجم الشاشة الأولى، ومعدّلات المشاهدة لأفلامه هي الأعلى من بين أقرانه، وهو ما ينقلنا لسؤال آخر أهم.
هل كان المصريون يكرهون الإسلاميين ويتعاطفون مع محاولات عادل إمام السينمائية لتشويههم؟ هل كان الآلاف الذين يتابعونه ويضحكون من قلبهم متواطئين ومتفقين معه في تقديم الإسلامي الإرهابي وليس ذلك المعتدل المتدين في الوقت نفسه؟
إذن فقد شارك المصريون في تلك الجريمة، فليصدر القضاء بحكمه على كل مَن جعل من عادل إمام شيئا؛ فليعاقبنا القضاء المصري؛ لأننا أعطيناه الفرصة لتشويه الإسلام والمسلمين، وهل كان بدوننا ليصبح شيئا؟ وهل كان بدوننا ليرفع إخوتنا في الله ضده قضية ازدراء الأديان؟ إذن فنحن مدانون بالدرجة ذاتها وليضعنا القضاء معه في ذات القفص.
السؤال الثاني:
إذا كان عادل إمام قد شارك بشكل غير مباشر في تشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال أعماله الفنية على مدار أعوام؛ فقد فعل النائب السلفي أنور البلكيمي الأمر نفسه ولكن بصورة مباشرة، وليس في الواقع الافتراضي بل في العالم الحقيقي؛ فكذب واستمرّ في كذبه لفترة من الوقت، ونتج عن كذبه مفسدة، لماذا لم نضعه وقتها في القفص وقد ارتكب إثما حقيقيا يُعاقب عليه القانون؟
السؤال الثالث:
ألم يقدّم عادل إمام شخصية مواطن مصري مسلم يحاول الإصلاح وتغيير الوطن للأفضل، ويغيّر من القهر الذي يتعرّض له؟ ألم يكُن هو نفسه ذلك المسلم الصالح في "كراكون في الشارع"، ألم يكُن هو ذلك المعذّب ضحية الظروف في فيلم "المنسي"، أم إنكم لا تعرفون من المسلمين سوى أصحاب اللحى؟
علّمونا في المدارس أن السيف لا يُشهَر أمامه سوى السيف، وأن القلم لا يرفع أمامه سوى القلم، وهكذا هو الإبداع لا يُواجه إلا بإبداع مشابه؛ فلتردّ على التشويه بذكر الحقيقة، فلتنتج أفلاما تقدّم المسلم المتدين الحقيقي الذي لا يقدّم تكشيرته على كلامه، ولا يحمل سلاحا في وجه أبرياء، ويُفكّر في أشياء أخرى تتجاوز ما بين فخذيه، لا ترفع سيفك في وجه مَن يهاجمك بقلم، وعادل إمام كان يُواجهكم بالفن فعجزتم عن محاربته بالسلاح ذاته، وحوّلتم ما بينكم من عداء فني لعداء في الواقع.
وإذا كان محاكمة هذا الرجل ضرورة؛ فلنحاكم معه المصريين الذين بايعوه في قاعات السينما، ووافقوا على ما قدّمه لصورة المسلم المتعصب، وهو في ذلك لا يعبّر عن نجاحه بقدر ما يعبّر عن فشلكم في الدفاع عن المسلم المعتجل بفن مشابه، لقد ملأ عادل إمام مساحات الفراغ التي خلفتموها فبدا ناجحا وبدوتم فاشلين، وعوضا عن إثبات النجاح بالوسائل ذاتها لجأتم للقضاء لكي تحسموا معركة افتراضية في الواقع الحقيقي.
إذا كان لا بد وأن تحاكموه فلتحاكمونا ولتحاكموا البلكيمي وغيرهم كثيرون، ولكن تذكّروا في اللحظة التي تضعون فيها الأصفاد حول معاصمنا أن السجن لا يغيّر العقول، وسيبقى الفكر قائما وصورتكم مشوها، وستبدون كطبيب حاول إنقاذ الجنين بقتل الأم ففقد كليهما.