هانى رمزى: (الرجل الغامض) يواجه حبل المشنقة
8
هانى رمزى، أحد أبناء الجيل الذى أعاد الروح للسينما المصرية، وأحد القلائل الذين حاولوا البحث عن أحلامهم بين أحلام البسطاء من الناس، وسعى لتكون أفلامه الناطق الرسمى باسم الغلابة، واعتبر نفسه ضمن أنصار حزب لقمة العيش من البسطاء.. فقدم كل أفلامه على حدود السياسة ومن قلب الشخصية المصرية، بداية من «صعيدى رايح جاى، وجواز بقرار جمهورى، وعايز حقى، ومحامى خلع» وغيرها من أفلامه. هانى رمزى يواصل رحلة البحث عن أحلامه بين أدواره السينمائية والتليفزيونية، وينتظر عودته للمسرح ليكسر غربته التى يعيشها بعيدا عن خشبة المسرح التى شهدت على بداياته الأولى. وما بين حنينه للمسرح، ومشروعاته الجديدة، وموقف فيلمه القادم «الرجل الغامض» دار بيننا هذا الحوار.
وأنت فى انتظار عرض فيلمك الجديد «الرجل الغامض».. كيف ترى هذه التجربة؟ ولماذا استغرق عاما ونصف العام حتى اكتمل؟
ــ علاقتى بفيلم «الرجل الغامض» بدأت مع فكرة طرحها علىَّ المؤلف بلال فضل من فترة طويلة وأعجبتنى، وطلبت منه أن يكتبها، واستغرق تقريبا عاما ونصف العام حتى انتهى منها ودخلت فى تصويره قبل الصيف الماضى، ولكن بسبب ارتباطى بمسلسل «عصابة بابا وماما» الذى قدمته فى رمضان الماضى اضطررت إلى الاعتذار للشركة المنتجة عن عدم استكمال الفيلم، وتفرغت للمسلسل وبعد الانتهاء منه عدت إلى«الرجل الغامض».
ولماذا تحيط موعد عرض الفيلم بحالة من الغموض؟
ــ لست المسئول عن هذا الغموض، وبصراحة هذا الغموض يحيرنى، لأننى حتى هذه اللحظة لا أعرف موعد عرض الفيلم، فهو اسم على مسمى من ناحية الغموض، وحسب ما أخبرتنى به شركة ميلودى أن الفيلم سيعرض منتصف الشهر الجارى، وأتمنى ألا يتأخر عرضه أكثر من ذلك.
عرض فيلمك فى هذا التوقيت.. ومع هذا العدد من الأفلام.. يمثل لك تحديات.. كيف ستتعامل معها؟
ــ أولا بالنسبة للأفلام الأخرى والكوميديانات الذين سيوجدون فى الصيف، فأنا لدى قناعه بأن الإيرادات هى رزق ولا دخل لأى شخص فى تحديدها أو التحكم فيها، وفى كل عام الأفلام تطرح معا للجمهور ومزاج وذوق الجمهور صعب التكهن به، وهو أمر فى علم الغيب. أما بالنسبة للموعد فلابد أن نعترف أن الموسم الصيفى إلى زوال، وأنه سيختفى وسيصبح هذا الموسم طوال 8 سنوات قادمة موسما تليفزيونيا أى للأعمال التليفزيونية بسبب شهر رمضان، وسيكون المستفيد الوحيد من الصيف أصحاب المسلسلات، ولن يكون هناك بديل سوى أن يصبر الموزعون على الأفلام لتستمر مع العيد. والتحدى الأكبر هذا العام هو كأس العالم، والذى سيضرب الموسم فى مقتل، وسينافس السينما فى شهر كامل، وأعتقد أن الموسم الصيفى الحالى هو أصعب موسم فى تاريخ السينما المصرية.
«الرجل الغامض» قطع ثنائية التعاون مع المؤلف طارق عبدا لجليل.. لماذا؟
ــ ليس معنى أننى قدمت معظم أفلامى مع طارق عبدالجليل ألا أتعاون مع مؤلفين آخرين، ومازالت لدينا مشروعات معا ولكن الفكرة وثقتى فى إمكانات بلال هى التى دفعتنى نحو الرجل الغامض الذى وفر لى فرصة تقديم نفسى للجمهور بشكل مختلف. أقصد لماذا التعاون مع بلال فضل تحديدا..
هل نجاح بلال مع كوميديانات آخرين كان وراء عملك معه؟
ـ لا أعرف لماذا اتفقت مع بلال فى هذه اللحظة ولكن لا شك أن الفكرة التى قدمها لى بلال وتركيبة الشخصية التى رسمها على الورق كانت السبب الأساسى لتعاونى معه.
شوقتنا للتعرف أكثر على تفاصيل فكرة الفيلم؟
ــ الفيلم تدور أحداثه حول شاب كداب وما أعجبنى فيه أنه شاب عادى جدا ولكن أزمته إنه كذب كذبة كبرت منه حاول التخلص منها ففشل، واستمرت الكذبة فى التضخم حتى وصلت به إلى حبل المشنقة، الطريف أنه عندما أحب فتاة كانت هى الأخرى تحب الكذب مثله، وداخل الفيلم هناك خط رومانسى قوى جدا أعتقد أننى كنت فى حاجة إلى تقديمه، وهناك أيضا خط سياسى يتعرض لقضية مصنع أجريوم التى شغلت الرأى العام لفترة طويلة، ويكشف تفاصيل ويطرح تساؤلات حول هذه القضية.
تصر على الكوميديا السياسية.. لماذا؟
ــ السياسة موجودة فى كل أفلامى ولكن هذا لا يعنى أننى أصنع أفلاما من أجل السياسة، هى خط يعبر عن واقعنا وما يشغل الناس من قضايا وموضوعات، فمثلا قضية أجريوم التى نتناولها فى الرجل الغامض نتناولها لأنها قضية سياسية لها بعد إنسانى، حيث نناقش الآثار السلبية لإنشاء هذا المصنع على صحة الناس وعلى الأجيال القادمة وندخل من خلال ذلك لطرح تساؤلات عن الاستثمار وكيفية تخطيط الحكومة للمشروعات الاستثمارية وهل ترضخ لشروط المستثمرين.. هل يهم الحكومة مصلحة المستثمر أم مصلحة الناس العاديين.. من هذا المنطلق نتحدث عن السياسة!
بالرغم من أفلامك السياسية.. إلا أنك لا تقدم نفسك كفنان مسيَّس؟
ــ لأننى ببساطة لا أهتم بكل أمور السياسة أنا يشغلنى أن أعرض لبعض صفات الحكومة والتعرض للقرارات التى تتخذها، ولو الحكومة قامت بعمل جيد سأصفق لها ولو غير ذلك سنعريها ونكشف سيئاتها، وبالتالى السياسة التى تستهوينى هى السياسة التى تهم الرجل العادى، فأنا لست عضوا فى حزب ولا أناصر تيارا سياسيا معينا وأصنع أفلامى للناس الغلابة أعضاء حزب لقمة العيش، فأنا مثلا لا يهمنى أن أصنع فيلما عن انتخابات مجلس الشورى أو الشعب أو التزوير فى الانتخابات، لأنها أمور استهلكت ولم تعد تشغل الناس، رجل الشارع العادى لو تحدثت معه عن الحزب الوطنى والناصرى والتجمع ستجده يضحك لأنه ليس له علاقة بهذا الكلام، وسيقول لك إنه يسمع عن هذه الأحزاب فى التليفزيون فقط.
ما رأيك فى إعلان بعض الفنانين عن انتماءاتهم السياسية ومواقفهم؟
ــ ليس هناك ما يمنع الفنان من إعلان انتمائه السياسى ومواقفه، وهذا أمر إيجابى وإن كنت لا أنتمى لحزب أو تيار فهذا حقى، فأنا على الحياد تماما، لأننى لا أطمح إلى منصب أو موقع سياسى ولا يشغلنى فى السياسة إلا أن لها تأثيرات على الناس البسيطة، فأنا لست معارضا على طول الخط ولا مؤيدا على طول الخط «فلو سمعت كلمة حلوة من الحكومة وعملت لى حاجة حلوة هصقف لها ولو أخدت على قفايا مش هسكت لها». أنا مثل أى مواطن عادى شايف نفسه ضعيف أمام الحكومة والحكومة شيفانا غلابة وتتعامل معنا على أننا مساكين معها ولا نرغب سوى فى أن نشعر بأن الحكومة تهتم بنا وتسعى لمصلحتنا.
قلت إن بطل فيلمك الجديد يتناول الكذب لماذا؟
ــ لأننا كلنا بنكذب لا يوجد شخص لا يكذب وحتى من يخشى الكذب والشخصية المرسومة فى الفيلم لا تكذب لمجرد أن تعطى نفسها والآخرين شعورا زائفا بالقوة والإيهام بأنه صاحب وضع اجتماعى وهذا أمر يقوم به الكثيرون، الرجل الغامض شخص عادى يمكن أن يشبه أى شاب مصرى، الفرق أن كذبته خرجت عن السيطرة وورطته فى مشاكل مع الحكومة وأضرت بمن حوله.
قيل إن الفيلم تعرض لمشاكل مع الرقابة؟
ــ ليست مشاكل بالمعنى المعروف، هم طلبوا أن نحذف مشهدين من الفيلم وتم حذفهما بدون أى تأثير على فكرة الفيلم أو اعتراض من أسرة الفيلم.
هل بعض الأفلام تلجأ إلى استخدام مشاكل الرقابة كنوع من الدعاية؟
ــ هناك بعض الأفلام تستغل مشاكلها الرقابيه وأنا من بين من اتهموا باستغلال مشاكل الرقابة واعتراضاتها لكسب شعبية أو دعاية لأفلامى ولكن بعد عرض هذه الأفلام الناس رأت ما فيها وشعرت بأن هذه المشاكل كانت حقيقية وأننا لم نضحك على الجمهور.
هل مازالت علاقتك متوترة بالرقابة؟
ــ علاقتى بالرقابة والرقيب ليس بها أى توتر ولكن من الواضح أننى أصبحت ماركة مسجلة فى الرقابة أو صنفونى على أننى مشاغب.
ما حقيقة تصويرك لمسلسل رمضانى بعنوان «أمين الانتقام»؟
ــ بصراحة علمت من الجرائد أننى أصور هذا المسلسل وشاهدت فى برنامج على إحدى القنوات أننى فى معسكر مغلق لتصوير هذا المسلسل للانتهاء منه قبل شهر رمضان، وحقيقة الأمر أننى لم أتعاقد عليه من الأساس، وهذا لا يعنى أنه مشروع قائم بينى وبين المؤلف حمدى يوسف والمخرج أشرف سالم، ولكنه مجرد مشروع لم نجد الوقت الكافى لتنفيذه وسنؤجله إلى العام القادم.
هل خرج المسرح من حساباتك؟
ــ المسرح هو كل حساباتى وبعدى عن المسرح سبب لى أزمه وجعلنى أشعر بغربة، ولكن المسرح يعيش أزمة كبيرة ولابد أن نعترف أنه لم يعد ملائما أن نقدم مسرحيات بنفس الطريقة التى كنا نقدم بها مسرحيتنا من عشر سنوات لابد من تغيير خشبة المسرح لنواكب التطور الحادث فى الحركة المسرحية فى العالم، الآن نشاهد عروضا مسرحية كاملة فى أمريكا بدون ممثلين، العرض كامل مكون من ليزر وإضاءة ومياه وتكوينات غريبة ومبهرة.
وهل تعتقد أن السينما لا تحتاج لنفس التطور؟
ــ طبعا السينما تحتاج لتطور أكثر وخصوصا مع انتشار أفلام ثلاثية الأبعاد وأعتقد أن أول من سيقدم فيلما مصريا ثلاثى الأبعاد سيحقق مكاسب خرافية حتى وإن لم يكن من بطولة نجوم، أعتقد أن وجوها جديدة وتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد يمكن أن تغير وجه السينما المصرية، وخصوصا أن العالم الآن يتحدث عن أفلام رباعية الأبعاد، وقد شاهدتها فى أمريكا والبعد الرابع هو الحس، بمعنى أن الكرسى الذى تجلس عليه فى السينما به إمكانات تشعرك بما يحدث فى الفيلم، فمثلا كنت أشاهد فيلم بات مان ووجدته يجر سيارة إلى أعلى، فإذا بالكرسى يرتفع مع السيارة، وسيدة تضع عطرا فيخرج من الكرسى الذى أمامى نفس رائحة العطر الذى تضعه، وفى حريق فتشعر بلهب يمر من أمام عينيك.
8
هانى رمزى، أحد أبناء الجيل الذى أعاد الروح للسينما المصرية، وأحد القلائل الذين حاولوا البحث عن أحلامهم بين أحلام البسطاء من الناس، وسعى لتكون أفلامه الناطق الرسمى باسم الغلابة، واعتبر نفسه ضمن أنصار حزب لقمة العيش من البسطاء.. فقدم كل أفلامه على حدود السياسة ومن قلب الشخصية المصرية، بداية من «صعيدى رايح جاى، وجواز بقرار جمهورى، وعايز حقى، ومحامى خلع» وغيرها من أفلامه. هانى رمزى يواصل رحلة البحث عن أحلامه بين أدواره السينمائية والتليفزيونية، وينتظر عودته للمسرح ليكسر غربته التى يعيشها بعيدا عن خشبة المسرح التى شهدت على بداياته الأولى. وما بين حنينه للمسرح، ومشروعاته الجديدة، وموقف فيلمه القادم «الرجل الغامض» دار بيننا هذا الحوار.
وأنت فى انتظار عرض فيلمك الجديد «الرجل الغامض».. كيف ترى هذه التجربة؟ ولماذا استغرق عاما ونصف العام حتى اكتمل؟
ــ علاقتى بفيلم «الرجل الغامض» بدأت مع فكرة طرحها علىَّ المؤلف بلال فضل من فترة طويلة وأعجبتنى، وطلبت منه أن يكتبها، واستغرق تقريبا عاما ونصف العام حتى انتهى منها ودخلت فى تصويره قبل الصيف الماضى، ولكن بسبب ارتباطى بمسلسل «عصابة بابا وماما» الذى قدمته فى رمضان الماضى اضطررت إلى الاعتذار للشركة المنتجة عن عدم استكمال الفيلم، وتفرغت للمسلسل وبعد الانتهاء منه عدت إلى«الرجل الغامض».
ولماذا تحيط موعد عرض الفيلم بحالة من الغموض؟
ــ لست المسئول عن هذا الغموض، وبصراحة هذا الغموض يحيرنى، لأننى حتى هذه اللحظة لا أعرف موعد عرض الفيلم، فهو اسم على مسمى من ناحية الغموض، وحسب ما أخبرتنى به شركة ميلودى أن الفيلم سيعرض منتصف الشهر الجارى، وأتمنى ألا يتأخر عرضه أكثر من ذلك.
عرض فيلمك فى هذا التوقيت.. ومع هذا العدد من الأفلام.. يمثل لك تحديات.. كيف ستتعامل معها؟
ــ أولا بالنسبة للأفلام الأخرى والكوميديانات الذين سيوجدون فى الصيف، فأنا لدى قناعه بأن الإيرادات هى رزق ولا دخل لأى شخص فى تحديدها أو التحكم فيها، وفى كل عام الأفلام تطرح معا للجمهور ومزاج وذوق الجمهور صعب التكهن به، وهو أمر فى علم الغيب. أما بالنسبة للموعد فلابد أن نعترف أن الموسم الصيفى إلى زوال، وأنه سيختفى وسيصبح هذا الموسم طوال 8 سنوات قادمة موسما تليفزيونيا أى للأعمال التليفزيونية بسبب شهر رمضان، وسيكون المستفيد الوحيد من الصيف أصحاب المسلسلات، ولن يكون هناك بديل سوى أن يصبر الموزعون على الأفلام لتستمر مع العيد. والتحدى الأكبر هذا العام هو كأس العالم، والذى سيضرب الموسم فى مقتل، وسينافس السينما فى شهر كامل، وأعتقد أن الموسم الصيفى الحالى هو أصعب موسم فى تاريخ السينما المصرية.
«الرجل الغامض» قطع ثنائية التعاون مع المؤلف طارق عبدا لجليل.. لماذا؟
ــ ليس معنى أننى قدمت معظم أفلامى مع طارق عبدالجليل ألا أتعاون مع مؤلفين آخرين، ومازالت لدينا مشروعات معا ولكن الفكرة وثقتى فى إمكانات بلال هى التى دفعتنى نحو الرجل الغامض الذى وفر لى فرصة تقديم نفسى للجمهور بشكل مختلف. أقصد لماذا التعاون مع بلال فضل تحديدا..
هل نجاح بلال مع كوميديانات آخرين كان وراء عملك معه؟
ـ لا أعرف لماذا اتفقت مع بلال فى هذه اللحظة ولكن لا شك أن الفكرة التى قدمها لى بلال وتركيبة الشخصية التى رسمها على الورق كانت السبب الأساسى لتعاونى معه.
شوقتنا للتعرف أكثر على تفاصيل فكرة الفيلم؟
ــ الفيلم تدور أحداثه حول شاب كداب وما أعجبنى فيه أنه شاب عادى جدا ولكن أزمته إنه كذب كذبة كبرت منه حاول التخلص منها ففشل، واستمرت الكذبة فى التضخم حتى وصلت به إلى حبل المشنقة، الطريف أنه عندما أحب فتاة كانت هى الأخرى تحب الكذب مثله، وداخل الفيلم هناك خط رومانسى قوى جدا أعتقد أننى كنت فى حاجة إلى تقديمه، وهناك أيضا خط سياسى يتعرض لقضية مصنع أجريوم التى شغلت الرأى العام لفترة طويلة، ويكشف تفاصيل ويطرح تساؤلات حول هذه القضية.
تصر على الكوميديا السياسية.. لماذا؟
ــ السياسة موجودة فى كل أفلامى ولكن هذا لا يعنى أننى أصنع أفلاما من أجل السياسة، هى خط يعبر عن واقعنا وما يشغل الناس من قضايا وموضوعات، فمثلا قضية أجريوم التى نتناولها فى الرجل الغامض نتناولها لأنها قضية سياسية لها بعد إنسانى، حيث نناقش الآثار السلبية لإنشاء هذا المصنع على صحة الناس وعلى الأجيال القادمة وندخل من خلال ذلك لطرح تساؤلات عن الاستثمار وكيفية تخطيط الحكومة للمشروعات الاستثمارية وهل ترضخ لشروط المستثمرين.. هل يهم الحكومة مصلحة المستثمر أم مصلحة الناس العاديين.. من هذا المنطلق نتحدث عن السياسة!
بالرغم من أفلامك السياسية.. إلا أنك لا تقدم نفسك كفنان مسيَّس؟
ــ لأننى ببساطة لا أهتم بكل أمور السياسة أنا يشغلنى أن أعرض لبعض صفات الحكومة والتعرض للقرارات التى تتخذها، ولو الحكومة قامت بعمل جيد سأصفق لها ولو غير ذلك سنعريها ونكشف سيئاتها، وبالتالى السياسة التى تستهوينى هى السياسة التى تهم الرجل العادى، فأنا لست عضوا فى حزب ولا أناصر تيارا سياسيا معينا وأصنع أفلامى للناس الغلابة أعضاء حزب لقمة العيش، فأنا مثلا لا يهمنى أن أصنع فيلما عن انتخابات مجلس الشورى أو الشعب أو التزوير فى الانتخابات، لأنها أمور استهلكت ولم تعد تشغل الناس، رجل الشارع العادى لو تحدثت معه عن الحزب الوطنى والناصرى والتجمع ستجده يضحك لأنه ليس له علاقة بهذا الكلام، وسيقول لك إنه يسمع عن هذه الأحزاب فى التليفزيون فقط.
ما رأيك فى إعلان بعض الفنانين عن انتماءاتهم السياسية ومواقفهم؟
ــ ليس هناك ما يمنع الفنان من إعلان انتمائه السياسى ومواقفه، وهذا أمر إيجابى وإن كنت لا أنتمى لحزب أو تيار فهذا حقى، فأنا على الحياد تماما، لأننى لا أطمح إلى منصب أو موقع سياسى ولا يشغلنى فى السياسة إلا أن لها تأثيرات على الناس البسيطة، فأنا لست معارضا على طول الخط ولا مؤيدا على طول الخط «فلو سمعت كلمة حلوة من الحكومة وعملت لى حاجة حلوة هصقف لها ولو أخدت على قفايا مش هسكت لها». أنا مثل أى مواطن عادى شايف نفسه ضعيف أمام الحكومة والحكومة شيفانا غلابة وتتعامل معنا على أننا مساكين معها ولا نرغب سوى فى أن نشعر بأن الحكومة تهتم بنا وتسعى لمصلحتنا.
قلت إن بطل فيلمك الجديد يتناول الكذب لماذا؟
ــ لأننا كلنا بنكذب لا يوجد شخص لا يكذب وحتى من يخشى الكذب والشخصية المرسومة فى الفيلم لا تكذب لمجرد أن تعطى نفسها والآخرين شعورا زائفا بالقوة والإيهام بأنه صاحب وضع اجتماعى وهذا أمر يقوم به الكثيرون، الرجل الغامض شخص عادى يمكن أن يشبه أى شاب مصرى، الفرق أن كذبته خرجت عن السيطرة وورطته فى مشاكل مع الحكومة وأضرت بمن حوله.
قيل إن الفيلم تعرض لمشاكل مع الرقابة؟
ــ ليست مشاكل بالمعنى المعروف، هم طلبوا أن نحذف مشهدين من الفيلم وتم حذفهما بدون أى تأثير على فكرة الفيلم أو اعتراض من أسرة الفيلم.
هل بعض الأفلام تلجأ إلى استخدام مشاكل الرقابة كنوع من الدعاية؟
ــ هناك بعض الأفلام تستغل مشاكلها الرقابيه وأنا من بين من اتهموا باستغلال مشاكل الرقابة واعتراضاتها لكسب شعبية أو دعاية لأفلامى ولكن بعد عرض هذه الأفلام الناس رأت ما فيها وشعرت بأن هذه المشاكل كانت حقيقية وأننا لم نضحك على الجمهور.
هل مازالت علاقتك متوترة بالرقابة؟
ــ علاقتى بالرقابة والرقيب ليس بها أى توتر ولكن من الواضح أننى أصبحت ماركة مسجلة فى الرقابة أو صنفونى على أننى مشاغب.
ما حقيقة تصويرك لمسلسل رمضانى بعنوان «أمين الانتقام»؟
ــ بصراحة علمت من الجرائد أننى أصور هذا المسلسل وشاهدت فى برنامج على إحدى القنوات أننى فى معسكر مغلق لتصوير هذا المسلسل للانتهاء منه قبل شهر رمضان، وحقيقة الأمر أننى لم أتعاقد عليه من الأساس، وهذا لا يعنى أنه مشروع قائم بينى وبين المؤلف حمدى يوسف والمخرج أشرف سالم، ولكنه مجرد مشروع لم نجد الوقت الكافى لتنفيذه وسنؤجله إلى العام القادم.
هل خرج المسرح من حساباتك؟
ــ المسرح هو كل حساباتى وبعدى عن المسرح سبب لى أزمه وجعلنى أشعر بغربة، ولكن المسرح يعيش أزمة كبيرة ولابد أن نعترف أنه لم يعد ملائما أن نقدم مسرحيات بنفس الطريقة التى كنا نقدم بها مسرحيتنا من عشر سنوات لابد من تغيير خشبة المسرح لنواكب التطور الحادث فى الحركة المسرحية فى العالم، الآن نشاهد عروضا مسرحية كاملة فى أمريكا بدون ممثلين، العرض كامل مكون من ليزر وإضاءة ومياه وتكوينات غريبة ومبهرة.
وهل تعتقد أن السينما لا تحتاج لنفس التطور؟
ــ طبعا السينما تحتاج لتطور أكثر وخصوصا مع انتشار أفلام ثلاثية الأبعاد وأعتقد أن أول من سيقدم فيلما مصريا ثلاثى الأبعاد سيحقق مكاسب خرافية حتى وإن لم يكن من بطولة نجوم، أعتقد أن وجوها جديدة وتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد يمكن أن تغير وجه السينما المصرية، وخصوصا أن العالم الآن يتحدث عن أفلام رباعية الأبعاد، وقد شاهدتها فى أمريكا والبعد الرابع هو الحس، بمعنى أن الكرسى الذى تجلس عليه فى السينما به إمكانات تشعرك بما يحدث فى الفيلم، فمثلا كنت أشاهد فيلم بات مان ووجدته يجر سيارة إلى أعلى، فإذا بالكرسى يرتفع مع السيارة، وسيدة تضع عطرا فيخرج من الكرسى الذى أمامى نفس رائحة العطر الذى تضعه، وفى حريق فتشعر بلهب يمر من أمام عينيك.