جميل أن تدفعك الظروف للحوار مع فنان في قيمة وحجم حسين فهمي.. »ابن الأكابر« الذي نشأ في أسرة تعوم في بحر من السياسة.. فهو يمتلك وعياً ثقافياً يغري بالحديث معه ولديه وجهة نظر ورؤي تستحق أن تكون محل اعتبار. يري حسين فهمي أن الفنان إذا أراد النجاح والعبور إلي الناس فهو مطالب بالانحياز لهم والتوحد مع آلامهم، قبل أفراحهم وأحلامهم.. ويري أيضاً أن مصر تمتلك كل مقومات التقدم والرقي وعيبها الوحيد أنها ضحية أنظمة تخلق حالة من العزلة بينها وبين شبابها.. ورغم حديث حسين فهمي الذي يغلب عليه نبرة التشاؤم.. تطل من عينيه ابتسامة دائمة وكأنها جزء أصيل من ملامحه وتؤكد هذه الابتسامة أنه يتعشم خيراً في القادم من رحم الغيب. سألت حسين فهمي عن رؤيته للواقع السياسي الذي نحياه وأجاب قائلاً: نعيش واقعاً سياسياً واجتماعياً مؤلماً، فنحن في حاجة إلي تغيير وفي حاجة ماسة إلي نظام سياسي يتفاعل مع أبناء هذا الوطن ويلبي احتياجاتهم.. فإذا قرأت الصحف سوف تجد مآسي لا حصر لها فهذا شاب ينتحر من فوق كوبري لفشله في العثور علي فرصة عمل.. وثاني يترك عجلات القطار تكتب نهايته لأنه عاجز عن الزواج. وواصل حسين فهمي كلامه قائلاً: يا لها من كارثة أن يعيش المسئولون في واد وأن يعيش الشعب في واد آخر. وعن الحل لهذه الأوضاع السيئة، قال: من وجهة نظري أري أن الحل يكمن في تغيير الوجوه وأن يتحمل عبء المسئولية شباب يتميزون بالحيوية والطاقة ولديهم طاقات إبداعية غير عادية. وعن انتمائه السياسي قال فهمي: لا تندهش إذا قلت لك إنني عضو في اللجنة التأسيسية للحزب الوطني، ولا تندهش إذا علمت أيضاً ان ابني عضو في حزب الوفد الليبرالي. وأضاف حسين فهمي قائلاً: توقفت أنا عن ممارسة السياسة وابتعدت عن الحزب الوطني لأنه لم يلب احتياجات الناس ولم يستوعب أحلامهم. وعن حالة الحراك السياسي التي أحدثها الوفد في انتخابات الرئاسة قال: تابعت شأن كل الناس الانتخابات التي دارت بشفافية ونزاهة داخل حزب الوفد وسعدت بها جداً وأثق تمام الثقة في أنها سوف يكون لها أثر كبير علي مصر كلها، خاصة أن حزب الوفد حزب كبير وله تاريخ مشرف في النضال الوطني. وعن رأيه في ترشيح الدكتور محمد البرادعي للرئاسة رد قائلاً: قلت ومازلت أقول إننا في حاجة إلي شباب وأن التغيير مطلوب.. ولكن ما هي الشواهد التي تعزز من مكانة »البرادعي« فهو يأتي إلينا بين الحين والآخر.. يتكلم ويصرح للصحف ثم يختفي ويعاود الظهور.. في نظري البرادعي يتلخص في أنه مجرد »كلمتين وبس« وعليك أن تعلم أنه لا يوجد شيء مجاني ومن يريد الزعامة عليه أن يدفع الثمن ويحارب ويناضل.. وأنا لا أقتنع بالنضال أمام الصحف والكاميرات.. لأن النضال الحقيقي يكمن في الانحياز للناس والوقوف معهم في خندق واحد. > لماذا لم يحاول الفنان حسين فهمي اقتحام السينما العالمية مثل عمر الشريف؟ - كثير من الناس سألني هذا السؤال وأعلم أنه محير خاصة أنني أتحدث أكثر من لغة بطلاقة وملامحي شديدة الشبه بالأوروبيين.. ولكن سبب عدم شغفي بالسينما العالمية هو أنني أحب مصر إلي حد الهيام.. ولا أستطيع تجسيد أي شخصية غير مصرية.. ولم أفكر في اقتحام السينما في الخارج رغم أنني درست في الخارج لسنوات طويلة ولي علاقات أكثر من ممتازة في الخارج. وعن تجربة عمر الشريف ومحاولات الشباب أمثال خالد النبوي وعمرو واكد دخول السينما العالمية، قال: عليك أن تعلم أن تجربة عمر الشريف لن تتكرر فهو ممثل متميز ويكفي أنه ترشح لجائزة الأوسكار خمس مرات ووقف أمام أعظم ممثلي هوليوود، ولكني أري أن تجارب الشباب الجديد تستحق التقدير وعليهم المحاولة وعليهم السعي وراء طائر النجاح الذي يسبح في فضاء الله الفسيح. وحول انتخابات غرفة صناعة السينما، قال: أنا عضو في غرفة صناعة السينما وأري أن الانتخابات شيء صحي جداً.. وأديت وزملائي دوراً إيجابياً هدفه الأول والأخير النهوض بحال السينما.. وأتصور أن منيب شافعي، رئيس الغرفة، كان موفقاً إلي حد كبير وكان أداؤه مثمراً. وعن الأعمال الفنية المقبلة قال حسين فهمي: أنتظر عرض فيلم »في لمح البصر« وهو عن نص أدبي من تأليف الأديب الكبير نجيب محفوظ، وأتمني أن ينال رضا الجمهور والنقاد.. كما أنني أقوم ببطولة عملين الأول يحمل عنوان »مكتوب علي الجبين« وهو من تأليف وإخراج حسين عمارة.. والعمل الثاني هو مسلسل »بابا نور« الذي تدور أحداثه حول قيادي في حزب »الشارع المصري« الاشتراكي، ومن خلال هذا العمل تتم مناقشة حال الحياة السياسية والحزبية في مصر