النبوي« يتفوق في التمثيل.. والسقا بارع في القفز علي الأسطح!
الديلر« صراع لمافيا السلاح والمخدرات
إذا عدت للمواقع السينمائية وبحثت عن الأخبار التي تم نشرها عن مشروع فيلم »الديلر« خلال السنوات الثلاث الماضية، فسوف تفاجأ بأن قصة الفيلم كانت تدور حول علاقة شاب دفعته الظروف للعمل في تجارة المخدرات، وبين ضابط ينافسه علي حب فتاة! وأن مشروع الفيلم كان يمكن أن يقدم لنا حالة من الصراع الرائع تشبه إلي حد ما، تلك الحالة التي قدمها عملاقا التمثيل »روبرت دي نيرو«، و»آل باتشينو« في فيلم » HEAT« ولكن عندما تشاهد فيلم الديلر الذي بدأ عرضه الاسبوع الماضي، لن تجد في الحكاية أي ضابط، ولاحتي أمين شرطة! ويمكن أن نفهم أن السيناريست مدحت العدل ، اضطر لهذا التعديل أو التغيير، تفادياً للصدام مع الرقابة أو أي جهات أخري، ويمكن أن نفهم أيضا أن هذا الصدام قد حدث فعلا، وأن السيناريست آثر السلامة ليخرج مشروع الفيلم الي النور، وتصبح الحكاية صراعا بين »يوسف« أحمد السقا، الخارج عن القانون، وبين صديق طفولته اللدود »علي«، خالد النبوي الذي خطف منه حبيبته سماح »مي سليم«! تذكرك بداية أحداث فيلم الديلر بأفلام أخري قدمها أحمد السقا من قبل، طفل صغير من بيئة شعبية متواضعة، يصارع بعض رفاقه، ويجري هاربا من مطاردتهم، في الحواري والأزقة الضيقة، ويقفز فوق الأسطح، ثم فجأة تجد أمامك أحمد السقا، يكمل المشهد وهو لايزال يجري، مما يوحي أنه عاش عمره مطاردا، وفي الديلر يقوم أحمد السقا بدور الراوي أو المعلق NARATTOR ليؤكد من أول كادر في الفيلم أنه وصديقه وابن حتته، »يوسف« تجمعهما مشاعر الكراهية منذ الطفولة، لأنهما يتصارعان علي حب »سماح« التي كانت تميل إلي »يوسف«! وربما يختلط عليك الأمر في البداية وتعتقد انك تعيش لحظة كابوسية، وأن صناع فيلم »إبراهيم الأبيض« قرروا إعادة تصويره! الأسباب التي قدمها السيناريست مدحت العدل عن تبرير العداء بين يوسف »السقا« و صديقه علي »النبوي« ليست مقنعة بالمرة، وخاصة اننا لم نلحظ أن أيا منهما يهتم كثيراً لأمر سماح »مي سليم«! وأن النبوي فاز بالفتاة من البداية وبدون أي مجهود يذكر، وهرب معها الي أوكرانيا، يعني هو المنتصر في تلك المعركة الساذجة، يبقي السقا هو مَنْ يحمل له مشاعر الغل والحقد، وليس العكس، ومع ذلك فإن الأحداث التي يقدمها السيناريو تقوم علي أن علي أو خالد النبوي هو اللي بيحقد علي السقا، رغم أن السقا هو الطرف المهزوم! يعيش يوسف مع والده »صبري عبد المنعم« الذي يعنفه دائما، ويتهمه بالفشل والصياعة، وتحاول شقيقته »منة فضالي« أن تخفف عنه هي وشقيقة اخري، ولكن يوسف يقرر السفر للخارج بحثا عن فرصة عمل، غير أن صديقه علي يقوم بالابلاغ عنه، ليتم ضبطه في شقة تدار للعب القمار، ويسافر علي أو خالد النبوي الي أوكرانيا مع سماح التي كانت تعمل راقصة في إحدي فرق الفنون الشعبية! ويتزوجها هناك، بعد أن أنجب منها إبنهما مصطفي، وتقع سماح في دائرة الادمان، ويستغلها يوسف أقصي درجات الاستغلال، ليحقق بها بعض المكاسب، ويستخدم »علي« ذكاءه وحيلته في التقرب لأحد رجال المافيا، ليصبح بعد فترة وجيزة ساعده اليمني الذي يعتمد عليه في تصريف الامور، أما يوسف »السقا« فبعد خروجه من السجن، يسعي للسفر للخارج، وتقوده أحلامه الي تركيا، ولايجد أمامه إلا بعض الاعمال الخطرة، ليكسب قوته، ويتعرف علي شاب عربي »نضال الشافعي« يفتح له بعض الأبواب المغلقة، في عالم تجارة المخدرات! وبعد مرور سنوات يصل فيها خالد النبوي الي مكانة متميزة في المجتمع الاوكراني، بعد أن يقوم بتطليق سماح »مي سليم« والاحتفاظ بابنه منها، ثم يتزوج ابنة أحد الوزراء ويصل طموحه إلي حد، ترشيح نفسه للبرلمان، ويلتقي يوسف بالمصادفة بحبيبته السابقة سماح، في إحدي صالات الاستربتيز، ويصدمه الحال الذي وصلت اليه، ويقرر أن يتزوجها! طبعا لابد وأن تتوقع لقاء ثأريا بين الصديقين اللدودين السقا والنبوي، ويحدث هذا فعلا بعد أن تقوم إحدي الجهات باختطاف ابن خالد النبوي وطلب فدية، ويتدخل السقا لاسترجاع الطفل بلا خسائر، وتحدث معركة يتطاير خلالها الرصاص، ويقع النبوي صريعا »في مشهد سييء لا يظهر فيه أي بقعة دم« ويوصي السقا برعاية ابنه، اما السقا فيعود إلي زوجته سماح التي كانت تعاني آلام الوضع، ليجدها قد ماتت وأنجبت له طفلا، فيعود بالطفلين الي حضن مصر! مثل ماحدث بالضبط في فيلم حرب أطاليا، الذي أخرجه أحمد صالح أيضا، فإن التصوير في الخارج بين تركيا وأوكرانيا، لم يخدم الفيلم فالمتفرج لايعنيه التصوير في الدول الأوروبية وتقديم مشاهد سياحية، لتركيا أو أوكرانيا، المهم أن يكون الصراع بين الابطال منطقيا، وكذلك رسم الشخصيات، وسوف تلحظ أيضا أن فيلم »الديلر« يعيد بعض اجواء ومواقف سبق وان شاهدتها في افلام مصرية أو أجنبية، مثل علاقة النبوي وزوجته سماح »مي سليم« التي أدمنت المخدرات وأصبحت حالتها الصحية تهدد حملها وهو مايجعل نفس المشاهد تقريبا تقفز الي ذهنك من فيلم »الامبراطور« ولكن بفرق أن الموقف كان بين أحمد زكي، ورغدة، وهناك موقف منقول بحذافيره من فيلم »رسائل الي الاب يعقوب«، عندما تقوم منه فضالي بقراءة خطاب وهمي لوالدها الذي أصيب بالعمي حزناً علي سفر ابنه يوسف أو السقا! ومع ذلك سوف تلحظ أن هناك جهودا فردية لبعض ابطال الفيلم للارتفاع بمستوي الأداء، وكان »نضال الشافعي« أحد مفاجآت »الديلر« في شخصية الشاب العربي الذي يتاجر في المخدرات وتحيط به المخاطر من كل جانب، ولكنه رغم ذلك يعمل علي حماية صديقه المصري »يوسف«، »مي سليم« في ظهورها الاول علي شاشة السينما تتمتع بأداء تلقائي وحضور يمكن استغلاله في ادوار قادمة أما خالد النبوي فقد كان نقطة الاشعاع في الفيلم بقدرته المتفردة علي التلون والابتكار والتقمص، الذي دفعه لتعلم اللغة الروسية ليلقي خطبة حماسية بين الجماهير الأوكرانية، حتي تظنه أنه مواطن أوكراني فعلا أو أمضي نصف حياته هناك، وفرق شاسع بين أدائه في المرحلة الاولي وهو يعيش في إحدي الحارات الشعبية المصرية وغاية أمنياته أن ينصب علي هذا أو ذاك، أو يكيد لخصمه السقا، وبين أدائه وهو يحاول التقرب لرجل المافيا ليصبح واحدا من رجاله المقربين، ثم تغير نمط الأداء وقد أصبح صاحب نفوذ ويستعد للقفز الي مكانة متميزة في عالم السياسة!أما السقا فهو لايزال يجري ويقفز فوق الأسطح بمهارة عالية رغم زيادة وزنة بشكل ملحوظ!
المصدر : الوفد
_________________
ودنى بطيب غير ازمن جحاد طيب
كل ماتخلص مع الناس كنك اتغشها
يدك لمدة وفا لاتحرى وش تجيب
كان جاتك سالمه حب يدك وخشها
الديلر« صراع لمافيا السلاح والمخدرات
إذا عدت للمواقع السينمائية وبحثت عن الأخبار التي تم نشرها عن مشروع فيلم »الديلر« خلال السنوات الثلاث الماضية، فسوف تفاجأ بأن قصة الفيلم كانت تدور حول علاقة شاب دفعته الظروف للعمل في تجارة المخدرات، وبين ضابط ينافسه علي حب فتاة! وأن مشروع الفيلم كان يمكن أن يقدم لنا حالة من الصراع الرائع تشبه إلي حد ما، تلك الحالة التي قدمها عملاقا التمثيل »روبرت دي نيرو«، و»آل باتشينو« في فيلم » HEAT« ولكن عندما تشاهد فيلم الديلر الذي بدأ عرضه الاسبوع الماضي، لن تجد في الحكاية أي ضابط، ولاحتي أمين شرطة! ويمكن أن نفهم أن السيناريست مدحت العدل ، اضطر لهذا التعديل أو التغيير، تفادياً للصدام مع الرقابة أو أي جهات أخري، ويمكن أن نفهم أيضا أن هذا الصدام قد حدث فعلا، وأن السيناريست آثر السلامة ليخرج مشروع الفيلم الي النور، وتصبح الحكاية صراعا بين »يوسف« أحمد السقا، الخارج عن القانون، وبين صديق طفولته اللدود »علي«، خالد النبوي الذي خطف منه حبيبته سماح »مي سليم«! تذكرك بداية أحداث فيلم الديلر بأفلام أخري قدمها أحمد السقا من قبل، طفل صغير من بيئة شعبية متواضعة، يصارع بعض رفاقه، ويجري هاربا من مطاردتهم، في الحواري والأزقة الضيقة، ويقفز فوق الأسطح، ثم فجأة تجد أمامك أحمد السقا، يكمل المشهد وهو لايزال يجري، مما يوحي أنه عاش عمره مطاردا، وفي الديلر يقوم أحمد السقا بدور الراوي أو المعلق NARATTOR ليؤكد من أول كادر في الفيلم أنه وصديقه وابن حتته، »يوسف« تجمعهما مشاعر الكراهية منذ الطفولة، لأنهما يتصارعان علي حب »سماح« التي كانت تميل إلي »يوسف«! وربما يختلط عليك الأمر في البداية وتعتقد انك تعيش لحظة كابوسية، وأن صناع فيلم »إبراهيم الأبيض« قرروا إعادة تصويره! الأسباب التي قدمها السيناريست مدحت العدل عن تبرير العداء بين يوسف »السقا« و صديقه علي »النبوي« ليست مقنعة بالمرة، وخاصة اننا لم نلحظ أن أيا منهما يهتم كثيراً لأمر سماح »مي سليم«! وأن النبوي فاز بالفتاة من البداية وبدون أي مجهود يذكر، وهرب معها الي أوكرانيا، يعني هو المنتصر في تلك المعركة الساذجة، يبقي السقا هو مَنْ يحمل له مشاعر الغل والحقد، وليس العكس، ومع ذلك فإن الأحداث التي يقدمها السيناريو تقوم علي أن علي أو خالد النبوي هو اللي بيحقد علي السقا، رغم أن السقا هو الطرف المهزوم! يعيش يوسف مع والده »صبري عبد المنعم« الذي يعنفه دائما، ويتهمه بالفشل والصياعة، وتحاول شقيقته »منة فضالي« أن تخفف عنه هي وشقيقة اخري، ولكن يوسف يقرر السفر للخارج بحثا عن فرصة عمل، غير أن صديقه علي يقوم بالابلاغ عنه، ليتم ضبطه في شقة تدار للعب القمار، ويسافر علي أو خالد النبوي الي أوكرانيا مع سماح التي كانت تعمل راقصة في إحدي فرق الفنون الشعبية! ويتزوجها هناك، بعد أن أنجب منها إبنهما مصطفي، وتقع سماح في دائرة الادمان، ويستغلها يوسف أقصي درجات الاستغلال، ليحقق بها بعض المكاسب، ويستخدم »علي« ذكاءه وحيلته في التقرب لأحد رجال المافيا، ليصبح بعد فترة وجيزة ساعده اليمني الذي يعتمد عليه في تصريف الامور، أما يوسف »السقا« فبعد خروجه من السجن، يسعي للسفر للخارج، وتقوده أحلامه الي تركيا، ولايجد أمامه إلا بعض الاعمال الخطرة، ليكسب قوته، ويتعرف علي شاب عربي »نضال الشافعي« يفتح له بعض الأبواب المغلقة، في عالم تجارة المخدرات! وبعد مرور سنوات يصل فيها خالد النبوي الي مكانة متميزة في المجتمع الاوكراني، بعد أن يقوم بتطليق سماح »مي سليم« والاحتفاظ بابنه منها، ثم يتزوج ابنة أحد الوزراء ويصل طموحه إلي حد، ترشيح نفسه للبرلمان، ويلتقي يوسف بالمصادفة بحبيبته السابقة سماح، في إحدي صالات الاستربتيز، ويصدمه الحال الذي وصلت اليه، ويقرر أن يتزوجها! طبعا لابد وأن تتوقع لقاء ثأريا بين الصديقين اللدودين السقا والنبوي، ويحدث هذا فعلا بعد أن تقوم إحدي الجهات باختطاف ابن خالد النبوي وطلب فدية، ويتدخل السقا لاسترجاع الطفل بلا خسائر، وتحدث معركة يتطاير خلالها الرصاص، ويقع النبوي صريعا »في مشهد سييء لا يظهر فيه أي بقعة دم« ويوصي السقا برعاية ابنه، اما السقا فيعود إلي زوجته سماح التي كانت تعاني آلام الوضع، ليجدها قد ماتت وأنجبت له طفلا، فيعود بالطفلين الي حضن مصر! مثل ماحدث بالضبط في فيلم حرب أطاليا، الذي أخرجه أحمد صالح أيضا، فإن التصوير في الخارج بين تركيا وأوكرانيا، لم يخدم الفيلم فالمتفرج لايعنيه التصوير في الدول الأوروبية وتقديم مشاهد سياحية، لتركيا أو أوكرانيا، المهم أن يكون الصراع بين الابطال منطقيا، وكذلك رسم الشخصيات، وسوف تلحظ أيضا أن فيلم »الديلر« يعيد بعض اجواء ومواقف سبق وان شاهدتها في افلام مصرية أو أجنبية، مثل علاقة النبوي وزوجته سماح »مي سليم« التي أدمنت المخدرات وأصبحت حالتها الصحية تهدد حملها وهو مايجعل نفس المشاهد تقريبا تقفز الي ذهنك من فيلم »الامبراطور« ولكن بفرق أن الموقف كان بين أحمد زكي، ورغدة، وهناك موقف منقول بحذافيره من فيلم »رسائل الي الاب يعقوب«، عندما تقوم منه فضالي بقراءة خطاب وهمي لوالدها الذي أصيب بالعمي حزناً علي سفر ابنه يوسف أو السقا! ومع ذلك سوف تلحظ أن هناك جهودا فردية لبعض ابطال الفيلم للارتفاع بمستوي الأداء، وكان »نضال الشافعي« أحد مفاجآت »الديلر« في شخصية الشاب العربي الذي يتاجر في المخدرات وتحيط به المخاطر من كل جانب، ولكنه رغم ذلك يعمل علي حماية صديقه المصري »يوسف«، »مي سليم« في ظهورها الاول علي شاشة السينما تتمتع بأداء تلقائي وحضور يمكن استغلاله في ادوار قادمة أما خالد النبوي فقد كان نقطة الاشعاع في الفيلم بقدرته المتفردة علي التلون والابتكار والتقمص، الذي دفعه لتعلم اللغة الروسية ليلقي خطبة حماسية بين الجماهير الأوكرانية، حتي تظنه أنه مواطن أوكراني فعلا أو أمضي نصف حياته هناك، وفرق شاسع بين أدائه في المرحلة الاولي وهو يعيش في إحدي الحارات الشعبية المصرية وغاية أمنياته أن ينصب علي هذا أو ذاك، أو يكيد لخصمه السقا، وبين أدائه وهو يحاول التقرب لرجل المافيا ليصبح واحدا من رجاله المقربين، ثم تغير نمط الأداء وقد أصبح صاحب نفوذ ويستعد للقفز الي مكانة متميزة في عالم السياسة!أما السقا فهو لايزال يجري ويقفز فوق الأسطح بمهارة عالية رغم زيادة وزنة بشكل ملحوظ!
المصدر : الوفد
_________________
ودنى بطيب غير ازمن جحاد طيب
كل ماتخلص مع الناس كنك اتغشها
يدك لمدة وفا لاتحرى وش تجيب
كان جاتك سالمه حب يدك وخشها