كتب شريف عبد الهادى
يمكنني أن أقول إن "الديلر" عمل فني متميّز، خلق كاتبه "مدحت العدل" شخصيات من لحم ودم، ترفض تصرفاتها لكنك تشعر بدوافعها ومبرراتها، بحكم الواقع المرير الذي نشأت فيه، والجميل أن معظم الشخصيات الشريرة لا تفعل الشر لمجرد الشر؛ إذ ستجد في كل منها لمسة إنسانية، ومسحة من حب الخير رغم الجو الإجرامي الذي تعيش فيه تلك الشخصيات، بخلاف فكرة الفيلم الرائعة، وقدرته الهائلة على محاكاة الواقع الإجرامي الغربي، والتوغّل في أدق تفاصيله، كما أجاد كل فنان فيه دوره وبرع فيه، سواء "مي سليم - سماح" التي اجتهدت كثيراً في أول تجربة سينمائية لها، و"خالد النبوي - علي الحلواني" الذي قام بدور عالمي يجعلك تشعر أنك تشاهد أحد نجوم هوليوود في فيلم مصري، و"نضال الشافعي" حريف التمثيل الذي أتقن شخصية المجرم الشامي بشكله، ولَكْنَته، وطريقة كلامه المتقنة لأقصى درجة، وبالطبع ذلك الشقي العفريت "أحمد السقا - يوسف الشيخ" الذي أدّى دور المجرم الطيب الذي يبحث طوال الوقت عن نفسه الطيبة في مجتمع مليء بالأشرار دون أن يجدها.
بخلاف ديكور "فوزي العوامري" الذي خلق بيئة تحاكي الواقع الذي يناقشه الفيلم في كل مشهد من مشاهد الفيلم، سواء عشوائيات مصر، أو خرابات تركيا، أو قصور أوكرانيا، وتصوير "سامح سليم" الممتاز، وبراعة استايلات "إيناس عبد الله"، بينما شعرت بعلامة استفهام أمام موسيقى "مودي الإمام" التصويرية، التي شعرت بتشابه بعض جملها الموسيقية مع موسيقى فيلمي "Batman begins" و"Dark Knight" الجزء الأول والثاني، لكنها على كل حال أدّت المطلوب منها، أما المخرج "أحمد صالح" فرغم أخطاء "الراكور" التي ظهرت في بعض مَشاهِد الفيلم، كمشهد يظهر فيه الأبطال يرتدون ملابس صيفية، ومشهد آخر يرتدون فيه الجواكت، وغيرها من الأخطاء، إلا أن ظروف الفيلم الصعبة، وتأجيلاته العديدة التي حدثت أكثر من مرة لأكثر من سبب، وجملة المشاكل التي مرّ بها تجعلني أتفهّم ذلك، وأضعه موضع اعتبار، بل إنني لا أملك سوى التصفيق له على خروج الفيلم بهذا الشكل رغم كل تلك الظروف، وشعرت وشعر كل من شاهد الفيلم معي أن هذا الفيلم لو كان تم تصويره في ظروف أفضل من ذلك، لكان من علامات السينما المصرية.
_________________
يمكنني أن أقول إن "الديلر" عمل فني متميّز، خلق كاتبه "مدحت العدل" شخصيات من لحم ودم، ترفض تصرفاتها لكنك تشعر بدوافعها ومبرراتها، بحكم الواقع المرير الذي نشأت فيه، والجميل أن معظم الشخصيات الشريرة لا تفعل الشر لمجرد الشر؛ إذ ستجد في كل منها لمسة إنسانية، ومسحة من حب الخير رغم الجو الإجرامي الذي تعيش فيه تلك الشخصيات، بخلاف فكرة الفيلم الرائعة، وقدرته الهائلة على محاكاة الواقع الإجرامي الغربي، والتوغّل في أدق تفاصيله، كما أجاد كل فنان فيه دوره وبرع فيه، سواء "مي سليم - سماح" التي اجتهدت كثيراً في أول تجربة سينمائية لها، و"خالد النبوي - علي الحلواني" الذي قام بدور عالمي يجعلك تشعر أنك تشاهد أحد نجوم هوليوود في فيلم مصري، و"نضال الشافعي" حريف التمثيل الذي أتقن شخصية المجرم الشامي بشكله، ولَكْنَته، وطريقة كلامه المتقنة لأقصى درجة، وبالطبع ذلك الشقي العفريت "أحمد السقا - يوسف الشيخ" الذي أدّى دور المجرم الطيب الذي يبحث طوال الوقت عن نفسه الطيبة في مجتمع مليء بالأشرار دون أن يجدها.
بخلاف ديكور "فوزي العوامري" الذي خلق بيئة تحاكي الواقع الذي يناقشه الفيلم في كل مشهد من مشاهد الفيلم، سواء عشوائيات مصر، أو خرابات تركيا، أو قصور أوكرانيا، وتصوير "سامح سليم" الممتاز، وبراعة استايلات "إيناس عبد الله"، بينما شعرت بعلامة استفهام أمام موسيقى "مودي الإمام" التصويرية، التي شعرت بتشابه بعض جملها الموسيقية مع موسيقى فيلمي "Batman begins" و"Dark Knight" الجزء الأول والثاني، لكنها على كل حال أدّت المطلوب منها، أما المخرج "أحمد صالح" فرغم أخطاء "الراكور" التي ظهرت في بعض مَشاهِد الفيلم، كمشهد يظهر فيه الأبطال يرتدون ملابس صيفية، ومشهد آخر يرتدون فيه الجواكت، وغيرها من الأخطاء، إلا أن ظروف الفيلم الصعبة، وتأجيلاته العديدة التي حدثت أكثر من مرة لأكثر من سبب، وجملة المشاكل التي مرّ بها تجعلني أتفهّم ذلك، وأضعه موضع اعتبار، بل إنني لا أملك سوى التصفيق له على خروج الفيلم بهذا الشكل رغم كل تلك الظروف، وشعرت وشعر كل من شاهد الفيلم معي أن هذا الفيلم لو كان تم تصويره في ظروف أفضل من ذلك، لكان من علامات السينما المصرية.
_________________