أشفق علي كاتب السيناريو في أفلام محمد سعد.. فمحمد سعد هو الذي يؤلف.. وهو الذي يصنع الافيه.. وأيضا هو الذي يخرج أفلامه.. وما كاتب السيناريو سوي أسم علي الفيلم.
ومنذ نجاح »الليمبي« الذي تحولت فيه الكوميديا منذ عشرة سنوات وأكثر الي اسكتشات وافيهات تقدم أفلام الضحك من أجل الضحك.. وذلك بعد »صعيدي في الجامعة الأمريكية« لمحمد هنيدي. هذه النوعية من الأفلام التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا في زمن غير هذا الزمن.. لم يستطع محمد سعد أن يخرج من عباءة »الليمبي« التي سيطرت عليه تماما.. وأن يطور نفسه فكل الشخصيات التي قدمها بعد ذلك هم شخصية »ليمبي« وإن اختلفت الأسماء مثل بوحة وكركر وبوشكاش وغيرهم.. نفس الاسلوب وطريقة الكلام المصطنعة المنفرة التي تخرج من »بلعومه« وتوحي بالتخلف والغباء.. أيضا هز وسطه وأردافه »فَشَرِ« أحسن راقصة.. وعيناه المبحلقتان دائما وتوحي بالدهشة أو الفزع أو البلاهة.. والتنطيت والاستظراف. لقد أقبل الجمهور عليه في البداية بعد أن أضحكهم في أول بطولة مطلقة له »الليمبي« مع عبلة كامل التي انفصلت عنه لتقدم نفسها ككوميديانة مطلقة.. ولماذا لا وهي خريجة مدرسة محمد سعد السينمائية الكوميدية.
> > >
وحين يقدم محمد سعد فيلما جديدا تقبل عليه الجماهير التي تفاجأ دائما بنفس الشخصية ونفس الافيهات المكررة »البايتة«.. والتي يفاجأ بها أيضا المخرج وكاتب السيناريو.. ففي النهاية أن محمد سعد يؤلف ويخرج أفلامه.
وأصبح محمد سعد وهنيدي هما نجوم الكوميديا في أوائل هذا القرن وقبله بقليل أي منذ أكثر من عشر سنوات.. لكن الكوميديا التي يقدمانها بدأت تقع خاصة في السنوات الأخيرة.. وانتهت كوميديا الاراجوازات التي كانت تقدم عروضها في الشوارع والموالد ويجلس الأطفال علي الأرض يضحكون علي الأراجوز الذي يغير صوته.. أيضا القرود التي كان يمشي بها القرداتي في الشارع.. ويعرض (الشو) للأطفال الذين يلتفون حوله وهو يقلد عجين الفلاحة ونوم العازب!
> > >
شاهدت فيلم »الليمبي ٨ جيجا«.. طيب الليمبي عرفناه جيدا منذ ثماني سنوات وحفظناه.. لكن »٨ جيجا« اسم سخيف يحتاج الي مذكرة تفسيرية.. لا تعرفها الا وانت تتابع الفيلم.. فقد استنتجت من الفيلم انها تجربة طبية علمية تحول ذهن الانسان.. وتجعله يعرف من هو الشخص الذي أمامه منذ تاريخ ميلاده ووظيفته واسم أمه.. وذلك بوضع شريحة في ذراعه الأيسر ليتحول الي انسان آخر تماما.. وينتقل من وظيفته كحاجب - وهو أصلا محامي فاشل - فيصبح من أشهر المحامين الذين يكسبون قضايا الاجرام والقتل والمخدرات.. كما يصبح من أغني أغنياء البلد وتتغير لهجته البلهاء.. الفيلا الفاخرة والعربة الفارهة.. وتتحول زوجته (التعبانة) مدرسة الأطفال الفقيرة التي كانت أمنيتها أن تنجب طفلا تتحول الي ملكة جمال ترتدي أفخر الثياب.. ويتحول هو الي أحد الأثرياء الذين يقيمون الحفلات في قصورهم.. ويستقبل ضيوفه بالبدلة الاسموكنج..
يلتقي به الطبيب الذي أجري له هذه التجربة ليقدمه في المؤتمر الذي سيقام بهذه المناسبة لكن »ليمبي« يرفض أن يكون معمل تجارب بعد أن حقق كل هذه الشهرة والثراء.. ليفسد كل ما قام به الطبيب.. فيطلق الطبيب »فايروسا« علي هذه الشريحة ويفسدها ليعود »ليمبي« كما كان ويزداد تخلفا وبلاهة.
> > >
فكرة الفيلم مستوحاة من الفيلم الأمريكاني »شارلي« الذي حقق نجاحا كبيرا.. مع الفارق الشاسع الذي نظلم فيه »شارلي«.. الشاب المتخلف عقليا الذي أجروا عليه التجارب ليصبح انسانا حاد الذكاء.. لكنه في النهاية يعود كما كان ويعرف هو مقدما ذلك.. أخذ عنه الفكرة محمد صبحي الذي مصرها تمصيرا جيدا وعرضها كمسرحية باسم »انتهي الدرس يا غبي«.
فماذا فعل محمد سعد..؟
لقد ملت الجماهير من الأراجوز الذي يتراقص طوال الوقت ليهز وسطه ومؤخرته.. وضقنا ذرعا بشخصيته.. بطريقة كلامه التي تخرج من البلعوم ونبرات صوته الذي يغيره كالأراجوز فلا نعرف حتي الآن صوته الحقيقي.. وملامح وجهه وشنبه التي تصيبنا بالغثيان بدلا من الضحك.
لم يطور محمد سعد نفسه ويشغل مخه مادام هذا كان يضحك الجمهور.. لقد طور معظم الكوميديانات اسلوبهم في الكوميديا.. وأصبحت الأفلام الكوميدية تتناول موضوعات سياسية واجتماعية تتفاعل مع الجمهور ومشاكله.. وينقدون نقدا صريحا للسلطة.. وهي أفلام نحن في حاجة اليها تمتص غضب الجمهور.. فتخرج من دار العرض وانت تفكر في الفيلم وهذا ما يحدث بالنسبة للفنان هاني رمزي والفنان أحمد حلمي والزعيم عادل امام.
لقد حضرت العرض مع الجمهور في سينما في وسط البلد.. فلا أحب حضور الفيلم في العروض الخاصة.. لأن صالة العرض تمتليء بأقارب أصحاب الفيلم الذي يصفقون مع كل مشهد.. وصدقني لم أسمع في الصالة الفاضية ضحكة واحدة.. وخرج الجمهور صامتا وكأنه استخسر ثمن التذكرة.. وهو ما لا يحدث بالنسبة لتعليقات الجمهور عموما بعد حضور أي فيلم.
الفيلم قصة محمد سعد.. سيناريو وحوار نادر صلاح الدين واخراج أشرف فايق الذين يوافقون علي أن توضع أسمائهم علي اعلانات الفيلم بسبب »السبوبة«..
لقد جني محمد سعد علي الفنانين الذين عملوا معه وهم من أحسن الفنانين وجعل منهم كومبارس.. مي عزالدين »لا لون لها ولا رائحة«.. ماجد كدواني الذي يصعد بالكوميديا مع كل فيلم يشارك فيه.. أيضا الممثل يوسف فوزي.
عزيزي محمد سعد: »لا تغتر بالايرادات التي حققتها أفلامك من قبل فلابد أن تراجع حساباتك وأدواتك الفنية.. وأن توجه مواهبك وقدراتك لتقدم الجديد قبل أن ينفض الجمهور من حولك تماما.. وتصبح مجرد ذكري للكوميديا التافهة.. التي يضرب بها المثل في الفشل في تاريخ السينما المصرية«!
ومنذ نجاح »الليمبي« الذي تحولت فيه الكوميديا منذ عشرة سنوات وأكثر الي اسكتشات وافيهات تقدم أفلام الضحك من أجل الضحك.. وذلك بعد »صعيدي في الجامعة الأمريكية« لمحمد هنيدي. هذه النوعية من الأفلام التي حققت نجاحا جماهيريا كبيرا في زمن غير هذا الزمن.. لم يستطع محمد سعد أن يخرج من عباءة »الليمبي« التي سيطرت عليه تماما.. وأن يطور نفسه فكل الشخصيات التي قدمها بعد ذلك هم شخصية »ليمبي« وإن اختلفت الأسماء مثل بوحة وكركر وبوشكاش وغيرهم.. نفس الاسلوب وطريقة الكلام المصطنعة المنفرة التي تخرج من »بلعومه« وتوحي بالتخلف والغباء.. أيضا هز وسطه وأردافه »فَشَرِ« أحسن راقصة.. وعيناه المبحلقتان دائما وتوحي بالدهشة أو الفزع أو البلاهة.. والتنطيت والاستظراف. لقد أقبل الجمهور عليه في البداية بعد أن أضحكهم في أول بطولة مطلقة له »الليمبي« مع عبلة كامل التي انفصلت عنه لتقدم نفسها ككوميديانة مطلقة.. ولماذا لا وهي خريجة مدرسة محمد سعد السينمائية الكوميدية.
> > >
وحين يقدم محمد سعد فيلما جديدا تقبل عليه الجماهير التي تفاجأ دائما بنفس الشخصية ونفس الافيهات المكررة »البايتة«.. والتي يفاجأ بها أيضا المخرج وكاتب السيناريو.. ففي النهاية أن محمد سعد يؤلف ويخرج أفلامه.
وأصبح محمد سعد وهنيدي هما نجوم الكوميديا في أوائل هذا القرن وقبله بقليل أي منذ أكثر من عشر سنوات.. لكن الكوميديا التي يقدمانها بدأت تقع خاصة في السنوات الأخيرة.. وانتهت كوميديا الاراجوازات التي كانت تقدم عروضها في الشوارع والموالد ويجلس الأطفال علي الأرض يضحكون علي الأراجوز الذي يغير صوته.. أيضا القرود التي كان يمشي بها القرداتي في الشارع.. ويعرض (الشو) للأطفال الذين يلتفون حوله وهو يقلد عجين الفلاحة ونوم العازب!
> > >
شاهدت فيلم »الليمبي ٨ جيجا«.. طيب الليمبي عرفناه جيدا منذ ثماني سنوات وحفظناه.. لكن »٨ جيجا« اسم سخيف يحتاج الي مذكرة تفسيرية.. لا تعرفها الا وانت تتابع الفيلم.. فقد استنتجت من الفيلم انها تجربة طبية علمية تحول ذهن الانسان.. وتجعله يعرف من هو الشخص الذي أمامه منذ تاريخ ميلاده ووظيفته واسم أمه.. وذلك بوضع شريحة في ذراعه الأيسر ليتحول الي انسان آخر تماما.. وينتقل من وظيفته كحاجب - وهو أصلا محامي فاشل - فيصبح من أشهر المحامين الذين يكسبون قضايا الاجرام والقتل والمخدرات.. كما يصبح من أغني أغنياء البلد وتتغير لهجته البلهاء.. الفيلا الفاخرة والعربة الفارهة.. وتتحول زوجته (التعبانة) مدرسة الأطفال الفقيرة التي كانت أمنيتها أن تنجب طفلا تتحول الي ملكة جمال ترتدي أفخر الثياب.. ويتحول هو الي أحد الأثرياء الذين يقيمون الحفلات في قصورهم.. ويستقبل ضيوفه بالبدلة الاسموكنج..
يلتقي به الطبيب الذي أجري له هذه التجربة ليقدمه في المؤتمر الذي سيقام بهذه المناسبة لكن »ليمبي« يرفض أن يكون معمل تجارب بعد أن حقق كل هذه الشهرة والثراء.. ليفسد كل ما قام به الطبيب.. فيطلق الطبيب »فايروسا« علي هذه الشريحة ويفسدها ليعود »ليمبي« كما كان ويزداد تخلفا وبلاهة.
> > >
فكرة الفيلم مستوحاة من الفيلم الأمريكاني »شارلي« الذي حقق نجاحا كبيرا.. مع الفارق الشاسع الذي نظلم فيه »شارلي«.. الشاب المتخلف عقليا الذي أجروا عليه التجارب ليصبح انسانا حاد الذكاء.. لكنه في النهاية يعود كما كان ويعرف هو مقدما ذلك.. أخذ عنه الفكرة محمد صبحي الذي مصرها تمصيرا جيدا وعرضها كمسرحية باسم »انتهي الدرس يا غبي«.
فماذا فعل محمد سعد..؟
لقد ملت الجماهير من الأراجوز الذي يتراقص طوال الوقت ليهز وسطه ومؤخرته.. وضقنا ذرعا بشخصيته.. بطريقة كلامه التي تخرج من البلعوم ونبرات صوته الذي يغيره كالأراجوز فلا نعرف حتي الآن صوته الحقيقي.. وملامح وجهه وشنبه التي تصيبنا بالغثيان بدلا من الضحك.
لم يطور محمد سعد نفسه ويشغل مخه مادام هذا كان يضحك الجمهور.. لقد طور معظم الكوميديانات اسلوبهم في الكوميديا.. وأصبحت الأفلام الكوميدية تتناول موضوعات سياسية واجتماعية تتفاعل مع الجمهور ومشاكله.. وينقدون نقدا صريحا للسلطة.. وهي أفلام نحن في حاجة اليها تمتص غضب الجمهور.. فتخرج من دار العرض وانت تفكر في الفيلم وهذا ما يحدث بالنسبة للفنان هاني رمزي والفنان أحمد حلمي والزعيم عادل امام.
لقد حضرت العرض مع الجمهور في سينما في وسط البلد.. فلا أحب حضور الفيلم في العروض الخاصة.. لأن صالة العرض تمتليء بأقارب أصحاب الفيلم الذي يصفقون مع كل مشهد.. وصدقني لم أسمع في الصالة الفاضية ضحكة واحدة.. وخرج الجمهور صامتا وكأنه استخسر ثمن التذكرة.. وهو ما لا يحدث بالنسبة لتعليقات الجمهور عموما بعد حضور أي فيلم.
الفيلم قصة محمد سعد.. سيناريو وحوار نادر صلاح الدين واخراج أشرف فايق الذين يوافقون علي أن توضع أسمائهم علي اعلانات الفيلم بسبب »السبوبة«..
لقد جني محمد سعد علي الفنانين الذين عملوا معه وهم من أحسن الفنانين وجعل منهم كومبارس.. مي عزالدين »لا لون لها ولا رائحة«.. ماجد كدواني الذي يصعد بالكوميديا مع كل فيلم يشارك فيه.. أيضا الممثل يوسف فوزي.
عزيزي محمد سعد: »لا تغتر بالايرادات التي حققتها أفلامك من قبل فلابد أن تراجع حساباتك وأدواتك الفنية.. وأن توجه مواهبك وقدراتك لتقدم الجديد قبل أن ينفض الجمهور من حولك تماما.. وتصبح مجرد ذكري للكوميديا التافهة.. التي يضرب بها المثل في الفشل في تاريخ السينما المصرية«!