يحيى الفنان أحمد السقا غدا الذكرى السنوية الأولى لوفاة والده المخرج المسرحى الكبير صلاح السقا والذى رحل عن عالمنا يوم 25 سبتمبر من العام الماضى عن عمر يناهز الثامنة والسبعين، حيث كان يعانى من أمراض الشيخوخة فى أيامه الأخيرة ومن المقرر أن يستقبل أحمد وأسرته الأقارب والأصدقاء بمنزل العائلة.
حصل السقا على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس وعمل بالمحاماة، و لم يستمر فيها أكثر من عام، لعمله فنان عرائس، حيث التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد الخبير سيرجى أورازوف، الأب الروحى لفنانى العرائس فى العالم، وسافر بعدها إلى رومانيا ليحصل من هناك على دبلوم الإخراج المسرحى وتخصص فن العرائس، ثم عاد إلى مصر ليحصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج عام 1969.
قدم السقا العديد من الأعمال الفنية التى أثرت فى تاريخ صناعة الفن بمصر منها "حلم الوزير سعدون، حسن الصياد، الأطفال يدخلون البرلمان، "خرج ولم يعد".
ففى الستينيات قدم أهم العروض المسرحية على الإطلاق وهو "الليلة الكبيرة" كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين، وألحان الشيخ سيد مكاوى، وظلت هذه المسرحية بارزة فى التاريخ الفنى العربى حتى الآن.
وفى السبعينيات أخرج السقا عروضا منها مقالب صحصح وتابعه دندش، من أشعار الشاعر عبد الرحمن الأبنودى، "أبو على" تأليف الشاعر سيد حجاب، و"عودة الشاطر حسن"، "عقلة الصباع"، "الديك العجيب"، تأليف إيهاب شاكر، وحوار صلاح جاهين، "حكاية سقا" تأليف سمير عبد الباقى.
ولم يكتف بإسهاماته وإبداعاته فى مجال الإخراج المسرحى بل ساهم فى إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخرى مثل سوريا، الكويت، قطر، وتونس، والعراق، كما أجرى العديد من البحوث على "تاريخ فن العرائس" وهى ما قررت بعد ذلك على طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد، وكلية التربية.
تقلد العديد من المناصب الإدارية فى المسرح كانت بدايتها، عندما حضر له الرئيس جمال عبد الناصر عرضا مسرحيا عام 1960 وأبدى إعجابه به بشدة فقرر إنشاء مسرحا للعرائس يكون السقا مديرا له، وبعد ذلك تولى رئاسة البيت الفنى للمسرح من الفترة حتى 1988 حتى 1990، كما تولى رئاسة المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، بجانب إشرافه على مسرح العرائس حتى عام 1992، كما إنه كان عضو الهيئة العالمية لفنون ومسارح العرائس.
حصل السقا على العديد من الجوائز من مصر وبعض الدول العربية والأجنبية منها الجائزة العالمية الثانية من بوخارست فى بداياته الفنية وفى 1973 حصل على الجائزة الأولى ببرلين، كما نال شهادة تقدير من الولايات المتحدة الأمريكية فى 1980 كما منحه عمدة بلدة مستل باخ بالنمسا وسام خاص بمناسبة عرض الليلة الكبيرة عام 1989، وكانت النمسا كرمته من قبل عام 1980، ونال الدرع المميز من مهرجان جرش الأردن 1985، وتقلد بالميدالية الذهبية لمهرجان دول البحر المتوسط بإيطاليا 1986، كما كرمه المهرجان القومى للمسرح العام الماضى.
كان صلاح السقا من أهم العوامل التى ساهمت فى نجاح ابنه أحمد السقا، حيث تربى السقا الممثل منذ صغره على حب الفن الذى عشقه من والده، ودائما ما كان يتحدث عن والده وصفاته الطيبة التى زرعها به، حيث كان يقول " والدى زرع بى الطيبة والجدعنة وحب الغير، وكان كريما جدا لدرجة أن والدته كانت دائما تشتكى من تبزير زوجها وتقول له "استثمر فلوسك وما تصرفش كل قرش معاك" وكان يرد عليها ويقول "أنا استثمارى الحقيقى فى أولادى".