يظلّ الفنان عمر الشريف أحد أنجب أبناء المدرسة المصرية الفنية؛ حيث استطاع أن يناطح القامات الفنية العالمية، وأن ينتزع مكانته في تاريخ السينما العالمية؛ ليظلّ أحد الفنانين المشاهير في المدرسة الكلاسيكية للسينما مثله مثل النجم العالمي مارلون براندو وبيتر سيللر وغيرهما من رواد السينما الكلاسيكية.
ويظلّ عمر الشريف حتى الآن صاحب مدرسة هادئة في التمثيل قائمة على الإقناع في المقام الأول؛ حتى إنك تشعر أن الشخصية التي يجسدها هي شخصيته الحقيقية دون أي افتعال في التمثيل على الرغم من أن موهبته الفنية في بدايته لم تكن بهذا الشكل؛ فبالتأكد جميعنا يذكر أولى بطولاته في السينما في فيلم "صراع في الوادي" حيث جسد دور فتى صعيدي يقول بانفعال زائد: "أكتلني يا سليم" أي "أقتلني سليم".
ميلاده
ولد ميشيل ديمتري شلهوب (عمر الشريف) في مدينة الإسكندرية يوم 10 إبريل عام 1932 لأسرة كاثوليكية، وكان والده تاجر لبناني يتاجر في الأخشاب، ويرغب في أن يرث ابنه هذه التجارة؛ إلا أن حبه للتمثيل حال بين هذا الأمر.
الصدفة في حياة الشريف
لعبت الصدفة دورا مهما في حياة النجم عمر الشريف؛ حينما التقى عمر الشريف يوسف شاهين قبل تصوير فيلم "صراع في الوادي"، وكالعادة مارس يوسف شاهين هوايته المفضلة أن يقوم بتقديم وجه جديد تماما ليقوم ببطولة أحد أفلامه، وبالفعل قام شاهين باختيار عمر الشريف ليقوم ببطولة الفيلم أمام فاتن حمامة.
عمر الشريف وفاتن حمامة
كان لفاتن حمامة تأثير السحر في حياة عمر الشريف؛ حيث أصبحا ثنائيا لا يفترقا، فقدما معا سلسلة من الأفلام الناجحة، كما أسلم عمر الشريف ليتزوج من حب حياته فاتن حمامة وهي أم ابنه الوحيد طارق.
قدم عمر الشريف مع فاتن حمامة ستة أفلام ناجحة؛ وهي:
1- صراع في الوادي (1954).
2- أيامنا الحلوة (1955).
3- صراع في الميناء (1956).
4- لا أنام (1957).
5- سيدة القصر (1958).
6- نهر الحب (1961).
وقد تسببت الشائعات التي خرجت على عمر الشريف أن نجاحه معتمد على زوجته فاتن حمامة، وأنها السبب في حصوله على الأدوار لحدوث حالة من الجفاء بينهما وبعده بشكل كبير عن بيته وابنه.
انفصل عمر الشريف عن فاتن حمامة في منتصف السبعينيات؛ بعد انشغاله بالعمل خارج مصر في الأفلام العالمية وإهماله في بيته والسؤال عن ابنه.
عمر الشريف والعالمية
تلعب الصدفة مرة أخرى دورها في حياة عمر الشريف؛ حينما التقى في أوائل الستينيات بالمخرج العالمي دايفد لين والذي كان يقوم بتصوير أحد الأفلام في مصر، وأعجب بملامح الشريف الشرقية، وإجادته التامة للغة الإنجليزية كأنه أحد أبنائها؛ فقدمه في فيلم Lawrence of Arabia (لورانس العرب) ليحقق نجاحا جماهيريا كبيرا في الأوساط العالمية فيقوم بالانتقال إلى هوليوود.
ظلّ عمر الشريف يعمل مع مكتشفه دايفد لين؛ حيث قام ببطولة عدة أفلام عالمية منها: Doctor Zhivago، وChe!، وGreen Ice وغيرهم من الأفلام التي حققت لعمر الشريف نجاحات كبرى.
الجوائز العالمية
تمّ ترشيح عمر الشريف عدة مرات لجائزة "جولدن جلوب" العالمية ونالها مرتين؛ المرة الأولى: جائزة "جولدن جلوب" أفضل ممثل مساعد عن فيلم Lawrence of Arabia كما رُشِح لنيل جائزة الأوسكار عن نفس الفيلم إلا أنه لم ينالها.
المرة الثانية: جائزة "جولدن جلوب" أفضل ممثل عن دوره في فيلمDoctor Zhivago.
وفي عام 2004 تمّ منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي؛ تقديرا لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية، وحاز أيضا في نفس العام جائزة "سيزر" لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "مسيو إبراهيم وزهور القرآن" لفرانسوا ديبرون، كما حصل على جائزة "الأسد الذهبي" من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.
الشائعات حول عمر الشريف
انتشرت في ثمانينيات القرن الماضي شائعة كبيرة مفادها أن عمر الشريف يهودي الديانة، وأنه أسلم فقط لأجل زواجه من فاتن حمامة، وأنه يجمع تبرعات في العالم من أجل هدم القدس، وهي شائعات غير صحيحة مطلقا؛ فعمر الشريف كان مسيحي الديانة في الأساس وأسلم، وصرّح عدة مرات بأنه مسلم محب للإسلام، ولن يغير ديانته مهما حدث.
عودته إلى مصر
على الرغم من انشغال عمر الشريف بالعمل خارج مصر؛ فإنه كان يقدم من حين لآخر فيلما مصريا يثبت فيه للجميع قدراته التمثيلية؛ فقدم فيلم "أيوب" عام 1983 و"الأراجوز" عام 1989.
عاد عمر الشريف إلى مصر مرة أخرى ليستقر فيها بشكل نهائي في تسعينيات القرن الماضي، وعمل في عدة أفلام مصرية وعالمية؛ منها: دوره في فيلم "المواطن مصري"، و"ضحك ولعب وجد وحب" وغيرهما من الأفلام المهمة.
قدّم عمر الشريف مسلسلا واحدا على طول تاريخه الفني وهو مسلسل "حنان وحنين" عام 2007، وهو المسلسل الذي شارك فيه الفنان الكبير أحمد رمزي، وقام بإخراج المسلسل المخرجة إيناس بكر، المتحدثة الرسمية باسم الفنان الكبير.
يقطن عمر الشريف في أحد فنادق القاهرة المطلة على النيل؛ حيث يخشى من أن يقيم في شقة وحده فيموت دون أن يشعر به أحد، فهو كما يصرّح يشعر بالاطمئنان أكثر في إقامته في الفندق؛ حيث يدخل عليه من حين لآخر عاملو الفندق ليلبوا طلباته ويطمئنوا عليه.
وقد انفعل عمر الشريف مؤخرا أكثر من مرة؛ منها ضربه بالقلم لإحدى الإعلاميات التي كانت ترغب في أن تأخذ معه إحدى الصور التذكارية؛ بعد أن تزاحم عليه المعجبون، وبرّر موقفه بأن سنه كبير، وأن أعصابه تنفلت بسرعة شديدة، وأنه لا يحب الزحام مطلقا.
وفي ذكرى ميلاد النجم الكبير يهنئ "بص وطل" النجم الكبير عمر الشريف وتتمنى له دوام الصحة والعافية.