الريان" و"الريس عمر حرب" و"هي فوضى".. كلها مرادفات لنجم لمع اسمه في الفترة الأخيرة، اختار القمة ويرفض أن يبعده عنها أحد... هو الفنان خالد صالح والذي التقى به "بص وطل" على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي، موجّها اللوم لمروّجي الشائعات حول مسلسل "الريان".. ومبديا رأيه في وقوفه ضد إلغاء الرقابة.
- كيف تُقيّم مشاركة فيلم "كف القمر" في مهرجان الإسكندرية السينمائي؟
بالطبع أشعر بسعادة كبيرة لمشاركته في المهرجان، وسعيد أكثر أن المهرجان لم يتم تأجيله، ولذلك فرحت جدا حينما أخبرني المخرج خالد يوسف بأنه سيكون في المسابقة الرسمية؛ خاصة أن هذا المهرجان أوّل حدث فني يُقدَّم بعد ثورة يناير العظيمة.
- هل نعتبر خالد صالح بطل "كف القمر"؟
بالعكس.. الفيلم بطولة جماعية، وأدوارنا تقريبا مساحتها واحدة، وهو بطولة رجالية أكثر منه نسائية؛ لأن فكرة الفيلم تعتمد على خمسة أشقاء رجال أنا أكبرهم، وكل أخ منهم له حكاية خاصة, ويظلّ طوال الوقت في محاولات لِلَمّ شمل إخوته؛ وذلك تنفيذا لرغبة الأم، ولكن أحداث الفيلم ستكشف اتجاه كل واحد منهم.
- البعض يرى أن أحداث الفيلم ترمز إلى مصر والدول العربية؟
أنا لم أنظر إلى الفيلم إطلاقا على أنه فيلم سياسي، وربما كان المخرج خالد يوسف له بُعد سياسي في الفيلم كعادته دائما في كل أفلامه؛ إلا أنني نظرت له عندما قرأت السيناريو على أنه فيلم لأسرة بسيطة وفقيرة يموت عائلها غدرا وهو يبحث عن الآثار، وكل حُلمه أن يبني لأبنائه بيتا جديدا بالطوب الأحمر بدلا من بيته المتهالك، وبعد وفاته تقوم الأم "قمر" بتربية أبنائها، وتحثّهم على السفر لكي يكملوا حُلم الأب، ولكن في القاهرة كلٌ يمضي إلى حال سبيله.. وهنا تبدأ رحلة الطاعة والعصيان للأشقاء، وهذا ما سترونه عند عرض الفيلم.
وقد سمعت تأويلات كثيرة للفيلم بعد عرضه في المهرجان كلها سياسية، ولكن عين المشاهد هي التي ترى وتُحلّل، والممثّل يُقدِّم أفضل ما عنده.
صالح مستاء من الشائعات التي أطلقت حول مسلسل "الريان"
- انتشرت شائعة تقول إن أحمد الريان طلب منك تحسين صورته في المسلسل مقابل مبلغ مالي كبير.. فما تعليقك؟
أكثر شائعة أزعجتني وأغضبتني، واعتبرتها كلاما فارغا وافتراءً، والله عزّ وجلّ سيُحاسب مروّجي هذه الشائعات؛ لأنها ترمي الناس بالباطل, وأعتقد أنه بعد عرض المسلسل شاهد الجميع الحقيقة كاملة دون مجاملة أو تحسين صورة، وأنا الحمد لله علاقتي بجمهوري طيبة جدا، وجمهوري يثق بي أيضا.
- لماذا إذن جلست مع الريان وحضر المؤتمر الصحفي الخاص بالمسلسل؟
الإنتاج وجّه له الدعوة، وهو قام بتلبيتها، وجلست بالفعل معه؛ لأنني أردت أن أنقل بعض السمات الشخصية منه، وأعرف أسلوبه في الكلام، وطبيعة علاقته بأشقائه عن قرب، وهذا شيء يُحسب لي ولا يُحسب عليّ؛ حتى إن ابنة الريان كان قد قابلتني هي وزوجها، وقالت لي إنني أشبه والدها كثيرا.
- ما أكثر شيء فعله الريان ولفت انتباهك؟
بصراحة موضوع الـ13 زوجة.. وكنت أقول في نفسي ده الواحد بيتعب لما يلاقي زوجة واحدة؛ فكيف استطاع أن يتزوّج 13 مرة، وبصراحة لفت نظري للشخصية هي كيف أنه بدأ من الصفر، وحقّق كل هذه النجاحات في وقت قياسي جدا, وصعد بسرعة الصاروخ, فتفكيره هو وأخوه كان تجاريا, وكما يقولون بالبلدي: "يعرف يجيب القرش من الهوا".
هل بالفعل قمت بتخفيض أجرك؟
نعم قمت بتخفيض أجري؛ من أجل أن تسير صناعة السينما بشكل جيّد، وقد كسبنا والحمد لله من الدراما جيّدا، وجاء الوقت لكي نقف في خدمة الصناعة التي نأكل منها عيش، والصناعة في أزمة، والحياة ما زالت مرتبكة, ويجب على الجميع أن يتكاتفوا من أجل صناعتنا.
- بعض النجوم صرّحوا بأن اختياراتهم ستتغيّر بعد الثورة.. فهل أنت مع هذا الرأي؟
لا.. لأنني طوال الوقت كنت أُقدِّم في أعمالي شخصيات اجتماعية فاسدة، وقدّمتها كما هي دون تورية، والشاهد على ذلك أفلامي: "الريس عمر حرب"، و"هي فوضى"، و"تيتو"، كل هذه شخصيات فاسدة وموجودة في المجتمع، وقدّمت في فيلم "هي فوضى" ما حدث تقريبا في ثورة 25 يناير، واعتبرت هذا الفيلم مُقدّمة من مقدّمات الثورة، ولكن الذي سيختلف عندي هو أنني كنت سأشير إلى الأشياء بهدوء، ولكن الآن يمكن أن أشير إليها بحدة وقوة وصراحة.
- في اعتقادك.. هل تأثير الثورة سيصل إلى عالم الدراما أيضا؟
الثورة ستُؤثّر في كل شيء، وأرى أنها ستُحدِث طفرة في عالم الدراما، وأعتقد أن كل الأعمال المهلهلة والتي تستخفّ بعقول المشاهد لن يكون لها مكان بعد الآن، وقبل ذلك كانت الناس تدخل وتشاهد عملا رديئا ومهلهلا، وتقبل به رغما عنها، ولكن لا أعتقد ذلك بعد الآن.
- عارضْتُ إلغاء الرقابة على الفن.. فما السبب؟
نعم.. لأننا حتى الآن لا نفهم معنى الحرية كاملة، وربما تحدث كوارث إذا تمّ إلغاؤها بشكل كامل، كما أنني أخشى من تعامل المجتمع مع غيابها؛ فالمجتمع ما زال غير متماسك، نحن مجتمع شرقي رغم كل شيء، ولنا عاداتنا وتقاليدنا، وما زلنا تصيبنا الحمرة والخجل حينما نجلس مع أبنائنا أو أولادنا، فهل سنضمن النتيجة في غياب الرقابة الكامل؟ ولكن أنا مع وجود الرقابة مع تخفيفها، ورغم ذلك أتمنّى ألا يتمّ عرض السيناريوهات بعد ذلك على جهات سيادية؛ لأن الذي نقدّمه هو فن.